البورصة قد شهدت جلسة تداول جيدة في ثلاثة أيام متتالية، ويبدو أن السوق العمالي يتجه نحو التبريد وأن التضخم على وشك الحدوث. الكاتب يشك في صحة هذا الاتجاه، ويدعو القراء غير الصحفيين لإبداء آرائهم. بالنسبة لشركة Berkshire Hathaway، فإن تلك المقالات تشير إلى موضوع مستقبل الشركة بعد وارن بوفيه. على مدى 21 عامًا، كانت نتائج أداء بيركشاير ومؤشر S&P تقريبًا متطابقة، وهو ما يدفع للتساؤل عن أهمية ما سيحدث لشركة بيركشاير بعد وارن بوفيه.
بوفيه يرى أن التقلبات تعتبر فرصة وليس خطرًا للمستثمرين على المدى الطويل، ومن هنا فإنه قد يرغب في زيادة تقلبات الشركة لإحداث فرص تداول مواتية. على الرغم من أن بوفيه قد أشار إلى أن بيركشاير ربما تكون أقل مخاطرة من مؤشر S&P، إلا أنه لا يبدو واضحًا ما يقصده بذلك. ومن غير المؤكد أن بيركشاير ينخرط في صعود الأسواق بشكل أفضل في الأزمات، ففي الفترة بين عامي 2007 و 2011، قد تفوّقت بسبع عشر نقطة على المؤشر، لكن هذه الفترة لم تؤدي إلى تحسين العائدات بالمدى الطويل.
إذا كانت بيركشاير تظهر أداء مماثل لمؤشر S&P بسبب تغيرات في التقييمات، فإن هناك احتمال لرؤية أداء متفوق في المستقبل بواسطة بيركشاير. ويعود ذلك إلى احتمال أن يرتفع سعر السوق بشكل مفرط مما يؤدي إلى تفاوت التقييمات. بوفيه يفضل التركيز على قيمة الكتابية للسهم، حيث إن نمو قيمة الكتابية لبيركشاير كان أسرع من المؤشر خلال العامين الأخيرين، لكن الاختلاف في تقييم السعر/ الأرباح بين الشركتين لم يكن كبيرًا.
التحول من تساؤل حول ما يحدث بعد بوفيه إلى كيف يمكن لخلفاء بوفيه تطوير بيركشاير وجعلها شركة مميزة بدون المساس بشخصيتها. تبقى القيمة العادلة أخيرة التي يحتفظ بيركشاير بها كورقة قوية، إذا كان مؤشر S&P قد ارتفع بشكل مفرط مقارنة بالأصول الأساسية، قد تعيد ذلك الشركة إلى التفوق مقابل المؤشر. على الرغم من ذلك الحجة تدور حول مزيج الصناعات، فالمؤشر S&P يتحول نحو صناعات عالية القيمة الإجمالية بينما بيركشاير يحتفظ بتركيزه على الصناعات المنخفضة القيمة الإجمالية، ولذا تحتاج الشركة إلى استراتيجيات تحليلية عميقة لتحديد قيمتها بشكل صحيح.