تتحدث هذه المقالة عن أهمية التنويع في السوق كوسيلة للوصول إلى النجاح النهائي في الاستثمار. ويشير ريتشارد باركلي إلى التنويع كالغداء المجاني الوحيد في الشؤون المالية. لكن هناك غياب واضح بين الفوائد النظرية للتنويع والحقائق الصعبة التي عاشتها الأسواق خلال السنوات القليلة الماضية من الريادة المركزة بشدة. وعلى الرغم من أهمية التنويع، لا تزال بعض الشركات مثل NVIDIA تحتفظ بتأثيرها الكبير على السوق.
ويأتي هذا المقال بعد إعلان نتائج أعمال شركة NVIDIA التي لم تكن بمستوى الانتظارات، حيث لم يتمكن الشركة من تحقيق أكثر من مطلوب منها. وعلى الرغم من ارتفاع سعر السهم بنسبة 8٪، لكن لم يكن هناك الإثارة التي كانت تحيط بالنتائج السابقة. وتظهر تلك النتائج أهمية الرقابة والتركيز الشديد على تحقيق الأرباح.
ويشير زميلي سومانت واهي إلى أن هناك قيمة كبيرة في الشركات التي يتم تجاهلها عادة على اليمين من الرسم البياني، وحتى في الشركات الصغيرة التي لا تظهر على الخريطة. وهو يرى بأنه من المحتمل أن تتسلل الشركات المتخصصة لتحسين أو إفشال موقع NVIDIA.
لذلك، يعودنا كل هذا إلى أهمية التنويع في الأسواق. فالأسواق كما تقال هي كيانات تنظم نفسها، ورغم أن NVIDIA ستبذل كل ما في وسعها للحفاظ على موقعها الريادي، فإنه لا مفر من أن تبدأ الشركات الأخرى في التنافس عليه. وهنا تظهر دورة المنافسة في الأسواق وأهمية التنويع كوسيلة قوية لتحقيق النجاح.
ويأتي هذا في سياق تحذير Cisco من نيفيديا لتفادي الخطأ، حيث أن IBM قد احتلت مركز الريادة في سوق الحواسيب الشخصية في السنوات الأولى ولكنها فقدت تلك المكانة بسبب التكبد والثقل واستفادت شركات Microsoft وApple من ذلك. يعتبر هذا مثالا عمليا على نظرية التنويع ودليل على أنه لا يجب وضع جميع البيض في سلة واحدة في الاستثمارات.