بوينغ تحتل المرتبة الخامسة في قائمة أكبر تراكم لقيمة سوقية للأسهم في تاريخ أمريكا. ولكن في الوقت الحالي، تعتبر بوينغ من بين أبرز الشركات الأمريكية التي تواجه صعوبات كبيرة — وقد تصبح أكبر “ملاك ساقط” في التاريخ. ومن خلال العناوين الرئيسية الأخيرة لمينفينانشال تايمز، يبدو أن بوينغ تواجه عدة تحديات، من رفض عمال المصنع عرض العقد الأخير إلى تقديم تقرير بخسارة بقيمة 6 مليارات دولار، بالإضافة إلى العمل على تخفيض 17,000 وظيفة وتأجيل طائرة 777X. وفي ظل هذه التحديات، قامت بوينغ بجولة رأسمالية هائلة، حيث بيعت أسهم وصكوك لتجنب تخفيض تصنيف الائتمان إلى فئة النفايات المالية. وعلى الرغم من التخفيف الكبير، فإن المساهمين قد رحبوا بالخطوة، حيث ارتفع سعر أسهم بوينغ بنسبة 13 في المائة هذا الأسبوع، ورفعت قيمة سوقها المالية إلى أكثر من 100 مليار دولار.
ومع ذلك، فإن تقييم الائتمان الاستثماري الذي تهدف الإعادة الرأسمالية إلى تأمينه لا يزال معرضًا للخطر. فشركات الائتمان تقيم بوينغ بـ BBB، الأدنى من الدرجات الاستثمارية الممكنة، مع نظرة سلبية. وعلى الرغم من أن تفاصيل الجولة الرأسمالية كشفت أن الإحصاء يمكن أن ينضم بوينغ إلى صفوف الشركات ذات التصنيف الأقل من الاستثمار، إلا أن المحللين في جيه بي مورجان قالوا إنهم لا يزالون يرون فرصة متساوية لتصنيف بوينغ ضمن الأصول عالية المخاطر. وهذا يهم المستثمرين الذين على اعتبار بأنه قد يتم استبعاد بوينغ من جميع مؤشرات السندات الرئيسية إذا قررت وكالتا التصنيف الائتماني انخفاض تقييم بوينغ.
على الرغم من أن بوينغ في مشكلات، إلا أن الأمر ليس بذلك الخطورة على السوق الأكبر. وهذا يرجع جزئيا إلى أن الأسواق الائتمانية في حالة جيدة والحجم السوق المالية للسندات عالية المخاطر لم يعد صغيرًا كما كان سابقا. علاوة على ذلك، فإن بوينغ لا تحتاج إلى تقييم ائتماني استثماري بالضرورة. هناك العديد من الشركات التي تعيش بسعادة دائمة في عالم السندات عالية المخاطر. وبالتالي، فإن بوينغ يمكن أن تحسن مؤشراتها لتصبح استثمارية في وقت أقرب من رولز-رويس. وعلى الرغم من أن هناك تحديات عديدة تواجه بوينغ، إلا أن الشركة قادرة على النجاح والنمو على المدى الطويل.