صناعة الزراعة ليست فقط مهنة مربحة، بل تعتبر أيضًا مهمة جدًا نظرًا لكونها مخزنًا للثروة في الأوقات الصعبة. بعد الأزمة المالية وتفشي الجائحة، شهدت الاستثمارات في الأراضي الزراعية زيادة ملحوظة. يرون مديرو الأصول في هذه الاستثمارات وسيلة للتحوط من التضخم وتحقيق عوائد ثابتة. ومع ذلك، تواجه هذه الصناعة تحديات من تغير المناخ.
تشكل الأراضي الزراعية فئة خاصة من الأصول، حيث تمثل 3% من الممتلكات الاستثمارية في الولايات المتحدة. ومع ذلك، شهدت قيمة الأراضي الزراعية نموًا سريعًا، حيث ازدادت حيازات المجموعات الاستثمارية من الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة بأكثر من ضعفيها لتصل إلى 16.6 مليار دولار في الفترة من 2021 إلى 2023. تشير الإحصائيات إلى أن قيمة الأراضي الزراعية حققت أداء متميزًا في الولايات المتحدة وأستراليا والبرازيل.
تعتمد قيمة الأراضي الزراعية بشكل كبير على أسعار السلع الأساسية، وقد تتأثر بعوامل مختلفة في الأسواق العالمية. يشير بعض الخبراء إلى أن الاعتماد على التقنيات المتجددة يمكن أن يساهم في خفض الأثر البيئي للزراعة، ولكن قد يؤدي ذلك إلى تفاقم الضغوط على الأراضي. من المهم أن يأخذ المستثمرون تغير المناخ في الحسبان ويواجهون التحديات البيئية.
تشير توقعات بزيادة إنتاج الأراضي الزراعية بنسبة 50% بحلول عام 2050. ويرى الخبير الاقتصادي روبرت شيلر أن الابتكارات مثل اللحوم المصنعة مخبريًا يمكن أن تؤدي إلى انخفاض سعر الأراضي الزراعية في المستقبل. يجب على المستثمرين مراعاة تأثيرات الاحتباس الحراري وتغير المناخ وكيفية التعامل مع هذه التحديات بطريقة مستدامة.
يعد استثمار الأراضي الزراعية خيارًا طويل الأجل ومن الممكن أن يكون ذو قيمة استثمارية جيدة. ويمكن للتنوع الجغرافي أن يلعب دورًا مهمًا في تخفيف المخاطر. يجب على المستثمرين دراسة جميع العوامل المؤثرة على الأراضي الزراعية والتخطيط بحكمة لتحقيق عوائد مالية مستقرة ومستدامة على المدى الطويل.
