يشهد سوق الذهب العالمي حالة من الجدل والترقب، حيث ارتفع سعر الذهب الفوري إلى أعلى مستوياته على مدى سبع جلسات متتالية، مما أثار توترًا بين المستثمرين والخبراء حول تزايد الطلب على المعدن الأصفر وتداعيات ذلك على الاقتصاد العالمي. يعزى هذا الارتفاع إلى عوامل متعددة، بما في ذلك توقعات تخفيض الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي وشراء الذهب من قبل البنوك المركزية الرئيسية مثل الصين كوسيلة للتحوط ضد التضخم.
يعتبر الذهب استثمارًا مرنًا وملاذًا آمنًا خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة، إذ يرتفع طلب البنوك المركزية على الذهب كعلامة على تراجع الاعتماد على الدولار الأمريكي. يشير هذا الارتفاع إلى تنوع الاستثمارات والبحث عن أصول آمنة في وقت الشكوك الاقتصادية، وقد تكون الصين، على سبيل المثال، تستثمر في الذهب للتخفيف من اعتمادها الاقتصادي على الدولار.
بالتزامن مع ازدياد الطلب على الذهب كمنافس للاستثمار في العقارات والأسهم، ينظر المستثمرون الصينيون إلى المعدن الأصفر كأداة استثمارية مستقرة خلال الفترة الراهنة. يتوقع خبراء الاقتصاد مزيدًا من الارتفاع في أسعار الذهب مع توقعات تخفيضات في أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي، كما يرى بنك UBS أن هذه التوقعات تعد المحرك الرئيسي وراء الصعود في أسعار الذهب.
مع تصاعد التوترات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة، قد يشهد سوق الذهب مزيدًا من الاضطرابات والتقلبات، حيث يقدر الخبراء أن سعر الذهب قد يرتفع بنسبة تصل إلى 50٪ إذا تم زيادة مشتريات الذهب من قبل البنوك المركزية بشكل كبير، أو في حالة حدوث ركود اقتصادي عميق على المستوى العالمي. تبقى الأسعار عرضة للتقلبات والتغيرات المفاجئة في ظل تفاعل عوامل مختلفة.
