أثار وقوع زلزال في إثيوبيا بالقرب من سد “جيبي 3” على نهر “أومو”، مخاوف مصرية من تأثيره على سد النهضة على نهر النيل. تباينت تقديرات خبراء المياه المصريين حول حجم تأثير هذا الزلزال على السد، لكن أجمعوا على خطورة احتمال انهياره. سد جيبي 3، الذي وقع الزلزال بالقرب منه، بدأ تشغيله عام 2015 ويبعد 700 كيلومتر عن سد النهضة. هذا الزلزال يعد الثاني الذي يحدث في المنطقة، حيث وقع زلزال بقوة 5 ريختر في نوفمبر الماضي.
مصر والسودان حذرتا من مخاطر جيولوجية قد تؤدي إلى مشكلات في بنية سد النهضة وطالبتا بضرورة مشاركة إثيوبيا في وضع إجراءات تشغيل وملء السد. يعاني السد من مشاكل في بنيته قد تؤدي إلى انهياره، خاصة مع تعرض المنطقة لزلازل كبيرة ووجود فوالق من العصر الكمبري. المخاوف المصرية تعتبر منطقة أومو وسد النهضة معرضة لخطر الزلازل نظرًا لتواجدها في منطقة زلازل وبراكين.
بينما أكد استاذ مصري ندر الدين عدم وجود مخاطر للزلازل الأخيرة على سد النهضة وسد جيبي 3 نظرًا للطبيعة الجغرافية لإثيوبيا. يتجنب خطر الزلازل ويركز بدلاً من ذلك على المخاطر التي قد تؤثر على سد النهضة بسبب فيضانات كبيرة في منطقة الهضبة الإثيوبية. هذه المخاوف ليست إنشائية بقدر ما هي تتعلق بملء السد في سنوات الجفاف وضمان توزيع المياه بشكل كامل.
على الرغم من استبعاد الخطر الزلزالي على سد النهضة، لا يزال القلق يحيط بقدرة السد على تحمل ضغوط الملء الكامل وضمان وصول المياه إلى مصر. دراسات كثيرة أثبتت وجود مخاطر على سد النهضة بناءً على معامل الأمان الضعيف بمقياس ريختر. يتبقى تحديد تأثير الزلزال على السد واخذ الاجراءات اللازمة لتأمين المياه لكل الدول المعنية من النيل.
بالرغم من المخاوف الحالية، يبقى السد النهضة مشروعا مهما لإثيوبيا وسبيلًا لتحقيق تنمية اقتصادية. يجب على الدول الثلاث ايجاد حلول للاشكاليات المحتملة والعمل سويًا للتوصل إلى اتفاق بشأن مشكلة مياه النيل. من المهم تقديم التعاون والتضامن لضمان الاستفادة المشتركة وتفادي أي تداعيات سلبية على الأمن المائي للدول المعنية.








