يرغب جيريمي هانت في تأسيس شركة تكنولوجية بريطانية تهدف إلى منافسة شركات مثل مايكروسوفت أو جوجل وتتحول إلى عملاق بقيمة تريليون دولار لتكون بمثابة النسخة البريطانية من سيليكون فالي الأمريكية. يهدف هانت إلى تغيير القواعد التنظيمية لتسهيل وصول شركات النمو إلى التمويل ووقف تدفق رؤوس الأموال الاستثمارية خارج البلاد. رغم ذلك، تثير هذه الخطط مخاوف بعض المستثمرين بشأن سمعة بريطانيا في مجال الحوكمة الشركاتية وجاذبيتها كمركز مالي.
تشمل إصلاحات هانت تغيير قواعد القائمة في بريطانيا، من خلال تخفيف القيود على هياكل الأسهم ذات الفئات المزدوجة التي تفضلها المؤسسون الذين يسعون للاحتفاظ بالسيطرة على الشركات بعد الطرح العام، وتقليل عدد المعاملات التي تتطلب موافقة المساهمين. يدعم هانت فكرة بناء شركات تكنولوجية عالمية في بريطانيا ويعتبر أنه ليس متأخرًا لبناء شركات تكنولوجية ضخمة مثل العمالقة الأمريكية. ويعتقد هانت أنه يجب توفير البيئة الصحيحة للمستثمرين والمخاطرة لدعم تأسيس ونمو هذه الشركات العملاقة.
من جهته، يؤكد هانت أن عروض الاستحواذ الأجنبية على الشركات المدرجة في لندن تعكس جزءًا من عملية الرأسمالية، ويؤكد على أن الشركات الكبيرة التي تطرح أسهمها لاحقًا وتصبح خاصة تعكس واقع الأعمال. ويشير هانت إلى أن قيمة العروض على الشركات المدرجة في لندن قد ارتفعت هذا العام إلى أعلى مستوى منذ عام 2018، مما يعكس انخفاض قيمتها المقارنة مع الشركات الأجنبية.
تسعى بعض الشركات المدرجة في لندن مثل شركة الأمن السيبراني “داركتريس” وشركة التعدين “أنجلو أمريكان” وشركة “إنترناشونال ديستريبيوشن سيرفسز” لجذب العروض الخاصة بشراء أسهمها من قبل شركات أجنبية. تجدر الإشارة إلى أن هذه الاستحواذات الأجنبية تثير مخاوف بشأن فقدان السيطرة البريطانية على الشركات وأهميتها الاقتصادية في المستقبل. يعتبر هانت أنه يجب توفير البيئة الداعمة للمستثمرين البريطانيين لبقاء رؤوس الأموال والابتكارات في البلاد.
يعتبر هانت أن رؤساء الشركات التقنية الذين يحضرون قمته في “دورناود” يجب أن يكونوا على يقين من أنهم يستطيعون بناء شركات عملاقة تتنافس بجدارة مع أمثال”أمازون” أو “جوجل” أو “مايكروسوفت” دون الحاجة إلى الخروج من بريطانيا. تستند هذه الخطط إلى استفادة الشركات البريطانية من قوى العمل ورأس المال البريطانية لبناء شركات محلية تصبح عمالقة عالميين. يعد الهدف من ذلك دعم المستثمرين والرواد البريطانيين لتكوين الثقة والتنمية في بريطانيا لتحقيق التطور التكنولوجي والاقتصادي في المستقبل.