قد تلاحظ الوسطاء في وول ستريت ظهور لاعب جديد يتمثل في النقابات العمالية التي تسعى للحصول على مزيد من القوة في صفقات الشركات. فقد بدأت النقابات الأمريكية في استخدام استراتيجيات تشابه تلك المستخدمة من قبل مستثمري صناديق التحوط النشطة، مثل الضغط للحصول على مقاعد في مجالس الإدارة أو تعديلات تعزز قيمة السهم. وتحاول النقابات اليوم تحقيق مطالب جديدة تتنوع بين عرقلة الاندماج غير المرغوب فيه وتعزيز حقوق العمال.
بدأت النقابات الأمريكية في اتباع نهج جديد يتمثل في التعاون مع الشركات لتحقيق مصالح العمال، وليس فقط القتال ضدها. على سبيل المثال، تقدمت شركة ستاربكس بتنازلات للنقابات لتحسين عقود العمال وإنهاء حملة نقابية، وكانت اتحاد عمال الصلب المتحد نشطاً في حث الحكومة على منع استحواذ شركة يابانية على شركة أمريكية لحماية الوظائف والأمن القومي. هذا يشير إلى تأثير قوي للنقابات في عمليات الشركاتات.
انتعاش النقابات في أمريكا يعود إلى سنة 2009، وقد زادت شعبيتها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. وأصبحت النقابات تلعب دوراً أكبر في محاولة التأثير على صفقات الشركات واتجاهات الاستثمار. ويعزى هذا الارتفاع في شعبية النقابات إلى تغيير في افكار الجمهور تجاه العمل والعمال وقيمة دور النقابات فيهم.
يشير الخبراء إلى أن الشركات في وول ستريت يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ظهور النقابات كلاعب جديد في الحقل، وأنه من المحتمل أن تستمر النقابات في زيادة قوتها وتأثيرها في صفقات الشركات. وتشير دراسات إلى أن هناك توجهاً عالمياً نحو تعزيز دور النقابات في مجالات العمل والاستثمار والتأثير على السياسات الاقتصادية.