بدأت الأسواق الناشئة في استعادة نموها بوتيرة سريعة لم تشهدها منذ 15 عامًا، تجاوزت حتى اقتصادات الدول المتقدمة. هذا التحول الكبير قد لفت انتباه رئيس “روكفيلر إنترناشونال”، الذي نشر كتابًا جديدًا يتناول موضوع “ما الخطأ الذي حدث مع الرأسمالية”. بدأت الأسواق الناشئة تشهد عودة قوية بعد فترة من الضعف الحاد، مما قلب الموازين الاقتصادية في العالم بأسره.
يتوقع أن تتفوق الأسواق الناشئة في نسبة النمو على الولايات المتحدة بشكل ملحوظ في السنوات القادمة، حيث سيزيد نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى مستويات قياسية. هذه الطفرة الناشئة تختلف عن السابقة في العديد من الجوانب الهامة، حيث تعتمد على عوامل اقتصادية مختلفة ومتنوعة. عكس ما كان يُعتقد سابقًا، لم تعد مستقرة الاقتصادات الناشئة تعتمد بالكامل على صين.
تعيش العديد من الدول الناشئة وضعًا ماليًا أقوى من الولايات المتحدة، حيث تتمتع بعجز أقل في الموازنة والحساب الجاري، مما يعطيها فرصًا أوسع للاستثمار وتحفيز النمو في المستقبل. يتواجد بعض الدول التي كانت تعرف بالتبذير المالي في الماضي، مثل تركيا والأرجنتين، على طريق التغيير نحو نهج اقتصادي أكثر تقليدية واستدامة.
انتعاش الاقتصادات الناشئة يتزايد بمرور الوقت، حيث يتوقع أن تكون الصادرات، بما في ذلك التقنيات الخضراء والمواد الخام، قوية في العقد المقبل. بالإضافة إلى ذلك، يشهد الاستثمار في العديد من الأسواق الناشئة تحسنًا ملحوظًا، مما يعزز الاقتصاد العالمي في مجمله.
يعاني سوق الأسهم العالمي من نقص حجم التداول في الأسواق الناشئة، نتيجة للتحفظ من قبل المستثمرين العالميين، على الرغم من ارتفاع الأرباح والمكاسب المحققة بهذه الأسواق. يعتبر الدول الناشئة كخيار استثماري جذاب مع عودتها إلى نمو أرباح أسرع، مقارنة بالولايات المتحدة التي تتوقع تباطؤًا في نمو الأرباح. يبقى العالم الناشئ الخيار الأفضل لكثير من المستثمرين الذين يبحثون عن فرص جديدة ومثيرة.