شهدت شركات الشحن تحضيرات مبكرة لشحن بضائع موسم الأعياد مع اضطرار السفن إلى الإبحار لمسافات أطول، حيث شهدت تكاليف الشحن الدولي زيادة كبيرة في الوقت الذي يحتاج فيه التجار إلى شحن البضائع بوقت مبكر لتلبية الطلبات في موسم الأعياد. وارتفع متوسط تكلفة شحن حاوية بحجم 40 قدمًا بين الشرق الأقصى وشمال أوروبا بشكل كبير، مما يشير إلى تداعيات الهجمات التي تحدثت في البحر الأحمر.
وتأتي هذه الزيادة في التكاليف نتيجة لتقليل القدرة على الشحن بسبب الهجمات في البحر الأحمر، مما يجبر ملّاك السفن على اتخاذ طرق طويلة حول أفريقيا لشحن البضائع بين آسيا وأوروبا. وفي ظل استمرار الهجمات على سلاسل الإمداد العالمية، يتعرض التجار لضغوط متزايدة لشحن البضائع قبل موسم الأعياد، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف وصعوبة تلبية الطلب.
ويعزى الطلب المرتفع على الشحن أيضًا إلى زيادة الطلب من الشركات التي قلصت مخزوناتها مسبقًا استعدادًا لضعف الطلب من المستهلكين، ولكن بالنظر إلى عدم انخفاض الطلب بالشكل المتوقع، اضطرت تلك الشركات إلى دفع أسعار أعلى لضمان الحصول على مكان في الشحن المحدود. وهذا يعكس الحاجة الملحة لزيادة المرونة في سلاسل الإمداد لضمان استمرار العمل بشكل فعال.
وبينما تتواجه الاقتصادات العالمية بالتحديات، يتوقع الخبراء استمرار الاضطرابات في سلاسل التوريد حتى وقت لاحق من العام. وبعد انتهاء الاضطرابات، من المتوقع أن تتغير سلاسل التوريد لتصبح أكثر مرونة، مع تحدي أولوية إدارة المخزونات في ضوء تكرار الاضطرابات الجيوسياسية، وهو ما يشكل تحديات جديدة على العولمة وتدفع التجار لضرورة تحسين تخزين البضائع وإدارتها بشكل أفضل.
