توفي الكاتب الأميركي بول أوستر، صاحب الكثير من الروايات والمجموعات الشعرية والأفلام، عن عمر يناهز 77 عامًا بسبب مضاعفات سرطان الرئة، وتم الإعلان عن وفاته من قبل صديقة للعائلة في منزله في بروكلين بمدينة نيويورك الأميركية. كانت زوجته قد أعلنت العام الماضي عن مرضه، وبعد عدة أشهر من عدم نجاحه في التغلب على المرض، توفي بول وهو محاط بأحبائه.
ولد بول أوستر في ولاية نيوجيرسي في عام 1947 وأصبح أيقونة أدبية في نيويورك مع ترجمة أعماله إلى أكثر من 40 لغة. اشتهر بأسلوبه الذي يعتمد على المصادفات في كتاباته، حيث يغير مصير شخصياته بشكل متكرر. درس الأدب الفرنسي والإيطالي والبريطاني في جامعة كولومبيا قبل أن يصبح كاتبًا ناجحًا بأكثر من 30 كتابًا.
تعود شهرة بول أوستر العالمية إلى عام 1987 من خلال سلسلته الروائية الشهيرة “ثلاثية نيويورك”، التي استوحاها من النوع البوليسي. عمل أيضًا ككاتب سيناريو، حيث اشتهر بفيلم “سموك” الذي تدور قصته حول شخصيات تعيش في الضياع في بروكلين. تقدير خاص حظي به في فرنسا، وحصل على جوائز مرموقة منها جائزة ميديسيس للرواية الأجنبية.
في نيسان 2022، توفي ابنه دانيال أوستر بسبب جرعة زائدة عرضية في نيويورك بعد اتهامه بالقتل غير العمد إثر وفاة ابنته روبي نهاية عام 2021. على الرغم من تشخيص إصابته بالسرطان، أكمل بول أوستر كتابته الأخيرة المفعمة بالحنين بعنوان “بومغارتنر”. وقد وصفته زوجته هوستفيت بأنه عمل “لطيف وعجائبي”. يعتبر بول أوستر حاملا للجنسية الفرنسية بالإضافة إلى الجنسية الأميركية، وقد انتقد في عدة من كتبه سياسات الرئيس السابق جورج بوش.
بالرغم من وفاة أوستر وابنه دانيال، يبقى إرثه الأدبي والسينمائي حيًا في قلوب محبيه ومعجبيه. وتظل رواياته وأفلامه تعكس براعته ونبوغه الأدبي، وتشهد على إبداعه في استخدام المصادفات والأساليب البوليسية في أعماله. تاركًا خلفه إرثًا رائعًا يستمر في إلهام الأجيال القادمة والاستمتاع بها من قبل القراء وعشاق الأدب العالمي.