يعتمد آلكس غارلاند في فيلمه “Civil War” على صور الحرب على الأراضي الأمريكية لتوجيه رسالة معينة. يركز الفيلم على مراسلي الحرب ولا يتبع المقاتلين الثوار أو ضحايا الحرب بل يركز على المراسلين الصحفيين. تقوم الصحفية لي سميث، التي تلعب دورها كيرستن دانست، بقيادة مجموعة من المراسلين في محاولة للحصول على مقابلة نهائية مع الرئيس قبل حصار القوات الغربية للعاصمة. تظهر الصور التي يلتقطها لي وفريقها عواقب الحرب من تفجيرات انتحارية وجثث معلقة إلى جانب المشنوقين وجنود في انتظار الموت. تظهر هذه الصور بأسلوب جمالي تسليط الضوء على وحشية الحرب وأثرها المدمر على البشرية.
تقدم “Civil War” نقدا وإحساسًا بالرعب والإثارة للصحفيين الذين يعملون في بيئة الحرب. يُظهر الفيلم كيف يكون الصحفيون مدفوعين بالأدرينالين والقيم الأخلاقية لكنهم يواجهون الخوف والتحديات المقاتلة. يبدي الفيلم بأسلوب جمالي ووراثي تأملات لي في عملها وتُظهر صوراً من مسيرتها السابقة بالأراضي البعيدة التي شهدت الحرب من قرب وتبادل آرائها بمواطنيها حول الرعب الناتج عن الدماء.
على الرغم من جمالية الصور التي يقدمها غارلاند في “Civil War”، يفتقد الفيلم إلى إيصال رسالة سمينة كما كان يقصده المخرج. تتناول الأحداث بدقة الحرب ولكن يحاول غارلاند نقل كل هذا إلى أراضي أمريكية مألوفة بدون استيفاء السياق. يعتمد الفيلم بشكل كبير على الصور بدون توفير السياق اللازم لفهم كيف ينتشر الحرب وما هي أسبابها الحقيقية.
غير أن فيلم “Civil War” يختلف تمامًا مع فيلم آخر بعنوان “The Zone of Interest”. هذا الأخير يروي قصة حياة عائلة النازي رودولف هوس الذي كان قائدًا لأوشفيتس دون عرض أي صور للرعب بداخل المعسكر. يقدم الفيلم جانبًا سياقيًا وحده ويفترض أن المشاهد لديها معرفة بمعسكر الإبادة. يعكس هذا العمل الشهود التفجيرية حول الحرب بطريقة مختلفة تمامًا ويصلح كفيلم مضاد للحرب بينما يظل “Civil War” في نطاق الأكشن.