تم بناء القارب غاليون أندلوسيا كنسخة من طراز قرن السابع عشر، وسيبقى في لندن حتى 6 أكتوبر، بعد أن سافر لمسافة تزيد عن 100,000 ميلاً بحريًا حول العالم. وصلت السفينة إلى موانئ سانت كاثرين في قلب لندن، بعد أن عبرت نهر التيمز وعبرت جسر البرج الرمزي. تأتي هذه المبادرة من مؤسسة ناو فيكتوريا، حيث سعت السفينة لإعادة تمثيل التاريخ الذي ألهمها من خلال سفرها حول العالم، وتصرف كـ “سفير لأندلوسيا”، وتقدم تراثها البحري وثقافتها للجمهور الدولي كـ “متحف عائم حقيقي”. ستبقى السفينة في العاصمة البريطانية حتى 6 أكتوبر، عندما ينتهي جولة أوروبية أخرى أعدها خلال العام إلى مدن أخرى في المملكة المتحدة وموانئ في فرنسا وهولندا وألمانيا.
تسبق الجولة الأوروبية جولة في بعض الموانئ البارزة “على أربع قارات”، بعد أن اجتازت “أكثر من 100,000 ميلا بحريًا عبر المحيطات والبحار في جميع أنحاء العالم”، بوجهات مثل شانغهاي وهونغ كونغ وسنغافورة ومانيلا ونيويورك. جذبت السفينة أكثر من 150,000 شخص زاروا متنها. تعتبر غاليون أندلوسيا معلمًا تاريخيًا وثقافيًا هامًا يحمل روح الأندلس، وتأخذ زوارها في رحلة عبر الزمن إلى حقبة البحرية الإسبانية في القرن السابع عشر.
إن زيارة هذا القارب التاريخي إلى لندن تأتي في سياق الجهود الرامية لتعزيز التبادل الثقافي والتاريخي بين الشعوب، فهي تحمل مساهمة أوروبية وعالمية في توثيق تاريخ الروابط البحرية بين الشعوب. يعد السفينة مثالًا على الحرفية التقليدية والهندسة البحرية في القرون الوسطى، وتشكل جذبًا سياحيًا وثقافيًا بالإضافة إلى كونها تراثًا يحتفظ به للأجيال القادمة.
يعتبر مشروع مؤسسة ناو فيكتوريا لإعادة تشييد غاليون أندلوسيا نموذجًا يجمع بين التقليد والحداثة، إذ تمثل السفينة رمزًا للتاريخ البحري الإسباني الذي ساهم في تشكيل الثقافات البحرية العالمية. تسهم هذه السفينة في زيادة الوعي بالثقافة والتاريخ البحري في المجتمع العالمي، وتعتبر وسيلة تعليمية وترفيهية تعزز التفاهم بين الثقافات والشعوب.
في النهاية، تعد زيارة غاليون أندلوسيا إلى لندن فرصة للجمهور العالمي لاستكشاف التاريخ البحري الإسباني والتعرف على التقاليد والثقافة البحرية لأندلوسيا. يوفر هذا الحدث فرصة للتفاعل مع التاريخ من خلال جولات تعليمية وعروض ترفيهية تعكس التراث البحري القديم بشكل مبهج وتثقيفي. إن وجود السفينة في لندن يسهم في تعزيز الروابط الثقافية وتحفيز التبادل الثقافي بين الدول، بما يؤدي إلى تعزيز التفاهم والتعاون الثقافي بين الشعوب والأمم.