Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

تحتل البلاغة مكانة كبيرة في الأدب العربي، إذ تعني استظهار مواطن الجمال في الكلام وإلقاء الضوء عليها واستكناه أسبابها وأساليبها. تُعتبر البلاغة تذوقًا لدقائق الجمال اللغوي والجلال المعنوي، وهي تعزف على أوتار الدهشة واللذة النفسية لدى القارئ. وقد جاء في تعريف خير الكلام المشهور المنسوب لخالد بن صفوان أنه “خير الكلام ما طَرُفَت معانيه وشَرُفَت مَبانيه والتَذَّهُ آذان سامعيه”.

العرب ولدت البلغاء منذ العصر الجاهلي، وكانت سلائقهم اللغوية السليمة خير معين لهم في هذا العلم. وقد أثر القرآن الكريم بشكل كبير في نفوسهم وجعلهم يعجبون ببلاغته حد الانبهار. تطوّرت دراسة البلاغة عبر التاريخ، ووضع العلماء تعريفات مختلفة له، منهم الجاحظ والرماني وابن خلدون وغيرهم.

بالنظر إلى السير التاريخي فإنّ الاسس الأولى لعلم البلاغة بدأت في عهد بني أمية. وقد تطوّر هذا العلم مع تعقّب العلماء لحدود البلاغة وتعريفها. وأسس علم البلاغة وضم مباحثها وأشتاتها معاً كان إمام عبد القاهر الجرجاني. وبتأليف كتب مثل “أسرار البلاغة” و”دلائل الإعجاز” جاء النضج البلاغي وتبلور النظرة التفصيلية لمباحث هذا العلم.

تأسس العلماء البلاغيين على خدمة النص القرآني بدراسة البلاغة، وكان الحث على خدمة النص القرآني هو أحد العوامل التي دفعتهم لتأسيس وتقعيد علم البلاغة. وجاء علماء المعتزلة بنظرية الصرفة كرد على نظرية أبو إسحاق النظام، وكانت هذه النظريات هي المحفز للاهتمام بالبحث في إعجاز القرآن الكريم وتأسيس نظرية النظم.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.