في قلب مدينة أسوان التاريخية، المطلة على نهر النيل جنوبي مصر، يوجد متحف النوبة الذي يجمع بين حضارات قديمة وحديثة. يقصد هذا المتحف أفواج كبيرة من السياح الأجانب والمصريين على حد سواء، حيث تعود جذور حضارة النوبة إلى 10 آلاف سنة. يسمى النوبة “أرض الذهب” وفقا للغة المصرية القديمة. المتحف يحتوي على تحف تعود لفترات زمنية مختلفة من الحضارة المصرية القديمة والحضارات الأخرى مثل اليونانية والرومانية.
عند دخول المتحف، يلفت انتباه الزوار تمثال شاهق للملك رمسيس الثاني بالإضافة إلى تماثيل أخرى تعود لعصور مختلفة. يوجد تيجان من الفضة وتماثيل تجسد أحداثا تاريخية مثل تمثال لملكة وأمير. كما يوجد تمثال لمعبودة تسمى “ماعت” تصورها وهي تسكب الماء. المتحف يضم أيضا قطعا تعود لعصر الدولة الوسطى وتوابيت فرعونية تعود للفترة بين 722 و525 قبل الميلاد.
ينقل المتحف زواره إلى عوالم مختلفة في تلك العصور القديمة، حيث يمكن رؤية هياكل بشرية وجماجم بحالة جيدة وقطع أثرية تعود لعصور مختلفة. توجد أيضا مومياوات لزوجة كاهن تدعى بادي وكبش معبود ديني أثناء العصر البلطمي. المتحف يسلط الضوء أيضا على حضارة الدولة الحديثة والحضارة الكوشية بين 1500 و600 قبل الميلاد.
من جانب آخر، يسلط المتحف الضوء على حياة النوبيين القديمة والحديثة، ويقدم نماذج من التراث النوبي والحرف اليدوية المحلية والأزياء التقليدية ونموذجا للبيت النوبي. بدأت دراسات مشروع المتحف في أوائل الثمانينات وافتتح للجمهور في عام 1997، حيث تم تصميمه بالطراز المعماري التقليدي للقرية النوبية، وحصل على جائزة “آغا خان” للعمارة الإسلامية كأفضل مبنى معماري في 2001. يضم المتحف آلاف القطع الأثرية ويحكي تاريخ وحضارة النوبة منذ العصور القديمة.
في النهاية، يعتبر متحف النوبة في أسوان وجهة مميزة لعشاق التاريخ والحضارة. يعرض تحفا فريدة تعكس تنوع وثراء الحضارات التي عاشت في المنطقة. يعد المتحف جزءا لا يتجزأ من التراث الثقافي المصري والعالمي، ويعكس بروعته التواصل الحضاري الذي نشأ بين مصر وسائر حضارات العالم.