مالك بن نبي، المفكر والفيلسوف الجزائري الذي ولد في العام 1905، عانى كثيرًا من آثار الاستعمار الفرنسي الذي جعل الشعب الجزائري كتلة بشرية مستضعفة تعاني من الفقر والجهل. ومع ذلك، لم يستسلم للظلم الاستعماري؛ بل جاهد ودرس وتعلم منذ صغره، ونمى قدراته الفكرية والعقلية في بيئة حركية وإصلاحية في قسنطينة. شهد بن نبي التحولات الكبيرة في الجزائر بين نهاية المقاومة المسلحة وظهور حركة ثقافية سياسية جديدة.
تعرض بن نبي للاضطهاد من الاستعمار الفرنسي، حيث حاولوا إدماجه ضمن النخبة المفرنسة لكنه رفض ذلك، وتعرض للاضطهاد والملاحقة من قبل المخابرات الفرنسية بسبب انتمائه وأفكاره. ورغم ذلك، استمر في نشر أفكاره ومفاهيمه الثورية من خلال كتبه التي تناولت قضايا الثقافة والفكر في العالم الإسلامي والعربي.
شعر بن نبي بالعزلة والوحدة في معركته ضد الاستعمار أثناء تواجده في فرنسا، ورأى أن النخبة الجزائرية فشلت في استعادة هويتها وحضارتها بسبب الاستعمار. وعبر عن تشاؤمه من الأحزاب الجزائرية التي اعتبرها تتوسل الحقوق من الاستعمار دون أن تكون قادرة على التحرر منه بشكل شامل.
عاد بن نبي إلى الجزائر عام 1963 وحاول تنفيذ أفكاره لصناعة نموذج للنهضة في بلاده، لكن تعرض لضغوطات من بعض التيارات المعادية لأفكاره الإسلامية واضطر للاستقالة من المناصب التي تولاها. قدم العديد من المؤلفات التي نقلت أفكاره إلى العالم العربي والإسلامي، ورغم وفاته في عام 1973، انتشر فكره وكتبه في معظم أنحاء العالم وأثر في العديد من الجامعات والحركات الفكرية.
مالك بن نبي، المثقف الجزائري الكبير، لم يجد الراحة في حياته بل جلبت له تحديات ومعارك ضد الاستعمار والأفكار الباطنة، ورغم تعرضه للملاحقات والضغوطات، تمت مكافأته بنشر أفكاره وأفكار النهضة في البلاد وخارجها. وكما استشرف مصيره ومصير أفكاره في كتبه وأعماله، بقيت أفكاره خالدة وتركت أثرا عميقا في التاريخ والفكر العربي والإسلامي.
رائح الآن
مالك بن نبي.. بذر من أجل المستقبل
مقالات ذات صلة
مال واعمال
مواضيع رائجة
النشرة البريدية
اشترك للحصول على اخر الأخبار لحظة بلحظة الى بريدك الإلكتروني.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.