Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

وهكذا، شهدت مصر فترة احتلال بريطاني قد أثّرت بشكل كبير على نظام التعليم في البلاد. انتشرت الكتاتيب والأزهر في مصر قبل الاحتلال البريطاني، إلا أن محمد علي باشا سعى جاهدا لتحديث نظام التعليم بتأثيرات فرنسية. ولكن مع دخول الاحتلال البريطاني، بدأت سياسة تعليمية جديدة تهدف إلى تحقيق أهداف الاحتلال بتقسيم المجتمع المصري إلى طبقات اجتماعية من خلال التعليم. وقد ألغى الاحتلال البريطاني استخدام اللغة العربية في التعليم وحلت محلها اللغة الإنجليزية، مما أثر سلبا على الثقافة العربية والتركية التي كانت موجودة في مصر.

ومن خلال تفكيك النظام التعليمي القائم واستبداله بمنهج إنجليزي، سعى الاحتلال البريطاني لتحقيق هدفه من تعليم الطلاب للوظائف الحكومية فقط، مما أدى إلى تفاقم التمييز الطبقي وتعميق الفوارق بين الطبقات الاجتماعية في مصر. وحتى مع محاولات الحزب الوطني ورجال الحركة الوطنية في مصر لمواجهة هذه السياسة التعليمية، لم يكن بمقدورهم الحيلولة دون تمريرها وتأثيرها السلبي على المجتمع المصري.

وتمثل العديد من الإجراءات التي اتخذها الاحتلال البريطاني في مصر في تغيير اللغة المستخدمة في التعليم، حيث حاربوا اللغة الفرنسية والعربية وشجعوا استخدام اللغة الإنجليزية بشكل أكبر. وقد تسبب ذلك في تدهور مستوى التعليم باللغة العربية ونقص الفهم لها من قبل الطلاب المصريين.

من جانبهم، حاول رجال الحركة الوطنية في مصر، مثل مصطفى كامل ومحمد فريد، مقاومة سياسة الاحتلال البريطاني في مجال التعليم من خلال تأسيس المدارس الأهلية وتشجيع التعليم باللغة العربية. وبالرغم من محاولاتهم، لم يكونوا قادرين على منع تأثير الاحتلال على نظام التعليم في مصر وتقسيم المجتمع إلى طبقات اجتماعية.

بهذا الصدد، تجلى تأثير الاحتلال البريطاني على التعليم في مصر في تفاقم التمييز الطبقي وتعميق الفوارق بين الطبقات الاجتماعية، مما أثر سلبا على الثقافة العربية والتركية في البلاد. وبالرغم من محاولات رجال الحركة الوطنية في مصر للمقاومة، فإن تأثير الاحتلال على نظام التعليم كان كبيرا ومؤثرا في التقسيم الاجتماعي والثقافي في المجتمع المصري.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.