يعود تاريخ مدينة غزة تحت الإمبراطورية الرومانية إلى القرن الستين قبل الميلاد، حيث أعيدت تأسيسها بعد تدميرها من قبل الكسندر جنايوس. كانت غزة مركزًا تجاريًا هامًا على طريق المدن التاريخية في بلاد الشام، وقد كانت تتمتع بمستوى عالٍ من النشاط الفكري والثقافي خلال هذه الحقبة. كانت المدينة تمتلك مدارس نخبوية وتجارة مزدهرة.
في هذا السياق، تعرضت مؤسسات ومبان تاريخية في غزة لأضرار كبيرة خلال الحرب الإسرائيلية الحالية. يعتبر بعض المراقبين أن الاستهداف الإسرائيلي يهدف إلى محو الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني وقطع الصلة بتراثه التاريخي. يشدد التقرير على أهمية التأمل في التاريخ الفكري لغزة لاستشراف مستقبلها، ويسلط الضوء على أهمية المدارس والمؤسسات التعليمية في ترسيخ الهوية الثقافية للمدينة.
كانت الفترة الرومانية المتأخرة في الشرق الأوسط حاضنة للنشاط الفكري، حيث تميزت مدارس غزة بتعليم الأدب والبلاغة بشكل متقدم. كانت المناهج الدراسية تركز على الكتابات اليونانية الكلاسيكية وكانت الخطب وسيلة للتواصل مع الأمور السياسية والإدارية. استخدم المفكرون الغزاويون توجهاتهم المسيحية مع حبهم للثقافة الكلاسيكية في تطوير أعمالهم الفكرية.
تميزت مدينة غزة القديمة بوجود عدد من المفكرين والأدباء المعروفين، مثل “بروكوبيوس الغزي” الذي ترك بصمة بارزة في الأدب والتعليم. وصف بروكوبيوس في واحد من أعماله ساعة غزة باعتبارها معجزة ميكانيكية تعكس تطور التعليم والابتكار في المدينة. يعكس وصف الساعة من خلال إيكفراسيس مهارات التلميذ وقدرته على وصف الأشياء بدقة.
على الرغم من اندثار الساعة ومدارس غزة الشهيرة في العصر الروماني المتأخر، إلا أن المدينة لا تزال حية وتضم شعراء ومعلمين يسعون لإعادة الحياة الفكرية إلى غزة. يأمل الأكاديميون في أن تستعيد المدينة مكانتها الفكرية السابقة وتستمر في تطوير التعليم والبحث في مجالات الثقافة والتاريخ.