يتناول الوثائقي السويدي “كسر القاعدة الاجتماعية” بشكل عميق العلاقات الاجتماعية في العصر الحديث، ويسلط الضوء على طغيان السياسيين الفاسدين وزيادة أرباح القوى المتنفذة على حساب الفئات الفقيرة. يتناول الوثائقي الحراك الشعبي المعارض للفساد ويقدم تحليلا نظريا وميدانيا عميقا يتضمن آراء متخصصين ومؤرخين، مما يجعله فريدا في تحليل الظواهر الاجتماعية والاقتصادية بشكل فلسفي.
تم عرض الوثائقي “كسر القاعدة الاجتماعية” في السويد في عام 2023، وهو من إخراج المخرج السويدي فريدريك غيرتن وحصل على ترشيحين لجوائز عالمية. يبدأ التحليل النظري بدراسة قيم المجتمع والقيم الأخلاقية التي يتم تعلمها منذ الصغر والتي تشجع على الاحترام والتركيز على الدراسة، ولكنه يكشف عن انخراط السياسيين الفاسدين في بيع السواحل والأصول الوطنية لمصلحتهم الشخصية.
تتناول الوثيقة تشابه ظاهرة الفساد الهيكلي في دول العالم الثالث مع البلدان الرأسمالية والغربية، وتبرز العلاقة بين السياسيين الفاسدين وأصحاب الشركات العملاقة. وتكشف عن سلطة اللصوص التي يتمارى بها السياسيون وأصحاب الشركات على حساب المواطنين والبيئة، كما تسلط الضوء على دور الصحافة في كشف شبكات الفساد على المستوى العالمي.
يستعرض الوثائقي حالات فساد واستغلال في مالطا وتشيلي، حيث تكون القوى السياسية منسجمة مع أصحاب الشركات لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الموارد الوطنية وصحة البيئة. ترصد الوثائقي حركات احتجاجية شعبية تطالب بالعدالة والتحقيق في جرائم الفساد، وتبرز الصعوبات التي يواجهها الناشطون نتيجة للقمع والتهديدات.
يتناول الوثائقي أيضا مبدأ “خذ ولا تعطي” الذي يمارسه الفاسدون في العالم الثالث وحتى في الولايات المتحدة. ويركز على تأثير هذا المبدأ على الفقراء والطبقات الضعيفة في المجتمع. يختتم الوثائقي بالتأكيد على أهمية الحركات الشعبية والصحافة في كشف الفساد والدفاع عن حقوق الإنسان والبيئة.