تعتمد فلسفة البلاغة العربية على تطابق الكلام مع مقتضى الحال أو المقام، مع التركيز على تحليل الكلم إلى أجزائه الأولى من الحرف إلى الكلمة ومن ثم الجملة والنظم والسياق. يُقسم علم البلاغة إلى ثلاثة فنون: علم البيان وعلم المعاني وعلم البديع، ويهدف كل منها إلى تحديد معايير الفصاحة والبلاغة. تعتمد علم البيان على إيصال المعنى بأشكال مختلفة بشكل واضح، بينما يركز علم المعاني على تحليل هياكل الجملة وأجزائها لفهم المعاني بشكل أدق.
علم البديع يهدف إلى تحسين الكلام وتزيينه بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال وفصاحته، من خلال استخدام المحسنات اللفظية والمعنوية. بدر الدين بن مالك سمى هذا القسم “البديع”، وقسمه إلى محسنات لفظية وأخرى معنوية. السكاكي عرَّف علم المعاني بتتبع تراكيب الكلام وإثراءها بالاستحسان، بينما معرفة التوابع البلاغية للفصاحة تعد أساسية في علم البديع.
فلسفة علم المعاني تقوم على مطابقة الكلام مع مقتضى الحال، مع الأخذ بعين الاعتبار سلطة المتكلم ومستوى المخاطب. علم البيان يدرس التشبيه والاستعارة، بينما يهتم علم البديع بتحسين الكلام وتقديمه بطرق جمالية. يجب أن تخلو النصوص العربية من الحشو والفضول، وأن تكون متسمة بالإيجاز والوضوح وجمال الأسلوب.
يميز النص العربي الفصيح والبليغ بأن يتوافق مع شروط الفصاحة مثل تناسق الكلمات والعبارات، وأن يكون موافقاً للعرف العربي الصحيح. يقع التفضيل بين النصوص وفق النظمية فيها، وهو ما يعطي للنصوص بلاغة وإعجازاً. تعتبر البلاغة العربية من أجمل وأهم العلوم، حيث تكشف عن جمال النصوص وتكشف عن أسرارها وتعطي نظرة مختلفة وعميقة للمعاني العربية الأصيلة.