وبصفة عامة، يمكن القول إن الحياة الاجتماعية في الصحراء الجنوبية لدى الأهالي ترتبط ارتباطا وثيقا بالثقافة والتراث الحساني، الذي يشمل الشعر والموسيقى والغناء والرقص، وتعتبر هذه العناصر الثلاثة جزءا لا يتجزأ من حياة الإنسان الصحراوي. وتعتبر اللهجة الحسانية والشعر الحساني مرآة للمجتمع الصحراوي، حيث يعكس الشعر تاريخ وقيم المجتمع ويؤرخ لكل أحداثه ومواقفه. ومعزوفات الموسيقى الحسانية تحافظ على وجودها في كل جوانب حياة الإنسان في الصحراء، وترافقه في كل لحظات وجوده.
إلى جانب ذلك، يتميز الحسانيون بطقوسهم الشعبية في العزف والغناء، حيث يستخدمون مجموعة من الآلات الموسيقية الإيقاعية والهوائية والوترية التي صنعوها بأنفسهم. وتعتبر هذه الآلات جزءا هاما من التراث الحساني وتعكس عمق وأصالة هذه الثقافة. كما أن هناك بعض الدراسات والأبحاث التي أجريت نقدمها باحثين مغاربة وموريتانيين حول الموسيقى والثقافة الحسانية، التي تعكس أهمية هذا الأصل الثقافي والفني.
وتقوم وزارة الثقافة المغربية بجهود لتثمين التراث الحساني والتعريف به من خلال تنظيم مهرجانات وأنشطة ثقافية تسلط الضوء على هذا النوع الموسيقي الأصيل. ومع ذلك، لا يزال هناك نقص في اهتمام بعض الفعاليات الثقافية الكبرى بدعوة فنانين حسانيين للمشاركة، مما يثير انتقادات بشأن تقدير الفن الحساني وعرضه في الفعاليات الفنية الكبرى.
ويمكن القول إن الحسانية هي جزء من الثقافة الصحراوية الموغلة في البداوة، وتضمن عناصر أصيلة متأثرة بالأمازيغية والعمق الأفريقي، كما أنها تمثل جزءا هاما من الهوية المغربية الأصلية. ومع ذلك، تحتاج هذه الثقافة إلى مزيد من الاهتمام والبحث والتوثيق، لأن شفهيتها ظلت لفترة طويلة، ويمكن أن تسهم الجهود في توثيق هذا النوع من التراث من خلال مزيد من الدراسات والأبحاث والمحافظة على هذا العراقة الثقافية في المناطق الصحراوية.
