حالة الطقس      أسواق عالمية

رحل المفكر الإسلامي المصري عبد الوهاب المسيري، تاركًا خلفه ذاكرة خالدة تعبر عن رحلته في الحياة والفكر. ولد المسيري في عام 1938 في مدينة دمنهور في مصر، ونشأ في بيئة محافظة ضمن عائلة ملتزمة بالقيم المصرية. بدأت حياته الفكرية في ظل الاستعمار البريطاني، حيث كان يشارك في نشطات الطلاب ويلقي القصائد الشعرية في مقهى العائلة.

تأثر المسيري بذكريات طفولته وتعليمه الثانوي في الفترة التي احتوت على الكثير من الأفكار التحررية والوطنية. وبدأت لديه حلقات الانفصال والبحث عن الإجابات الكبرى في الحياة، وسعى لفهم جذور الكون ومعاني العدالة الاجتماعية. في عام 1955، انتقل المسيري لدراسة اللغة الإنجليزية في جامعة الإسكندرية، حيث تفاعل مع الفكر الماركسي الذي كان ينتشر في تلك الفترة.

تحولت مرحلة تعلم المسيري إلى فترة تجربة الحزب الشيوعي، ومن ثم تحول للاهتمام بالفكر الإسلامي وتأسيس حزب يحمل الطابع الإسلامي. وكانت له جولات عديدة إلى الولايات المتحدة، حيث حصل على درجة الماجستير وتأثر بالفكر الغربي. وعاد مرة أخرى إلى مصر للمشاركة في الساحة السياسية، حيث شغل مناصب عدة وشارك في حركات المعارضة وتأسيس حزب الوسط.

تألق المسيري في دراسة الصهيونية واليهودية، حيث قدم موسوعة كبيرة حول هذا الموضوع. واعتبر انتشار الصهيونية واحتلال فلسطين “أكبر عملية سطو مسلح في القرن العشرين”. وضع المسيري رؤية واضحة للصراع في المنطقة ودعا لمقاومة الاحتلال ولإعلاء القيم الإنسانية. وفي عام 2008 توفي المسيري بعد مسيرة حافلة بالكتابات والنضال من أجل الإنسانية والعدالة.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version