تعتبر صناعة البراقع في الإمارات من الحرف التقليدية التي امتهنتها النساء منذ القدم. يُستخدم البرقع لتغطية الوجه وهو جزء من الأزياء الشعبية، صُنع من القماش الرقيق المبطن ويتم قصه بدقة باستخدام المقص والمصقلة. تتمثل أداة الشبغ في خيوط من الصوف بألوان مختلفة تُربط على جانبي البرقع، بينما توضع قطعة السيف الخشبية في منتصف الأنف. كانت النساء يشغلن هذه الحرفة لكسب الرزق وكانت تعتبر وظيفة يتم توريثها من جيل إلى جيل.
وكانت العديد من الجدات يُعلمن الحفيدات هذه المهنة التراثية، كما كانت الأمهات تتابعن جداتهن في صناعة البراقع بدقة وجمال. ويُطلق على المرأة التي تقوم بحياكة وتفصيل وقص البرقع اسم “قريظة”، تُحيك قطعة مربعة من القماش لتغطية الوجه وتُوضع قطعة السيف وتحديد فتحات للعينين. بعد الانتهاء من العمل، تُحفظ البراقع في علب معدنية.
وكانت الجدات والنساء القديمات يجتمعن معًا في بيوتهن لممارسة صناعة البراقع وغيرها من الأعمال اليدوية مثل التلي والتطريز. كانت تتبادلن الأحاديث وتقدمن الأطعمة الشعبية خلال هذه الاجتماعات الاجتماعية. وتستخدم النساء الكاجوجة كمخدة لتثبيت الخيوط وتطريزها. تُصقل البراقع بألوان النيلة التي تستخدم لتبييض البشرة.
يعتبر البرقع من رموز الاحتشام والستر للمرأة في المجتمع الإماراتي القديم. وقد كانت النساء يمارسن هذه الحرفة بدقة واهتمام، وكانت تعتبر وظيفة يتم توريثها من جيل إلى جيل. تعكس صناعة البراقع التراثية جزءا من الثقافة الإماراتية القديمة وتعزز تراث البلاد وتحافظ على تقاليد الماضي.