Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

رحل الشاعر الأردني الكبير زياد العناني بعد معاناة مع المرض لمدة 13 سنة، ورحيله الجمعة الماضية جاء خلال احتفالات المملكة الأردنية بالذكرى الـ78 للاستقلال. كان العناني يتميز بحساسية خاصة في الشعر الحديث، وكان يعتبر أحد أبرز شعراء التسعينيات في الأردن والعالم العربي، خاصة في تطوير قصيدة النثر ونقلها للتعبير عن أحلام الكائن وخيباته بروح شعرية متمردة.

العناني كان يعمل في الصحافة الأدبية ونشر عدة مجموعات شعرية بحس عال في التجديد والفكر. وتضمن ديوانه “خزانة الأسف” جوهر تجربته وأساسها، وكان يتحدث في شعره عن دراما الإنسان في وجوده الناقص. كما كان يستخدم العتبات كمفاتيح لثقافته الشعرية، وكانت تجربته مؤثرة في دمج الصورة بالفكرة وإشارات حالمة عن وجوده الشقي.

وكانت تجربة العناني في التعبير عن حضور الأم طاغية في شعره ملحوظة، حيث كان يلتفت إلى مركزها في تجربته الشعرية ويستلهم العديد من قصائده من علاقته بأمه. وبلغت ذروته في ديوانه “شمس قليلة” حيث قدم تجربة مؤثرة في التعبير عن أهمية الأم في حياته. كما قام بدمج الصورة بالفكرة في ديوانه “تسمية الدموع”، حيث استعرض تفاصيل الحياة بروح تجديدية ملهمة.

رحيل العناني ترك بصمة قوية في الشعر العربي، وكان يخلق شعرا يحث على التأمل والتوقف. كان يتلاعب باللغة ويحررها من السائد والمكرور، مما يجعل قصائده تستحق الاستمرار في التأمل والدراسة. بالرغم من رحيله المبكر، سيبقى اسمه خالدا مع شعراء العربية الخالدين، وسيظل تأثيره وتجديده يلهم الأجيال القادمة من الشعراء والمثقفين.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.