يتناول الممثل الأمريكي ريتشارد غير دور رجل مريض في نهاية حياته في فيلم “أوه، كندا” من إخراج بول شريدر، الذي ينافس على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي. يُظهر الفيلم اللحظات الأخيرة لهذا الرجل الذي يعاني، ويظهر ريتشارد وهو جالس على كرسي متحرك بعيدًا عن الأدوار الجذابة التي اعتاد على تقديمها في أفلامه السابقة. الفيلم مقتبس من رواية لراسل بانكس تحمل نفس الاسم، ويتناول قصة مخرج أفلام وثائقية يدعى ليونارد فايف، الذي اشتهر بكشف الفضائح وتحقيقه التزامًا سياسيًا.
بعد أكثر من 40 عامًا من التعاون، يجتمع بول شريدر وريتشارد غير في هذا الفيلم، والذي يعد التعاون الثاني بينهما بعد أن قام شريدر بإخراج فيلم مستوحى من رواية أخرى لراسل بانكس في عام 1997. تدور قصة “أوه، كندا” حول مخرج أفلام وثائقية معروف يدعى ليونارد فايف، حيث يتم التركيز على نجاحه في كشف الفضائح وتعاونه السياسي. يُظهر الفيلم جانباً مختلفًا من ريتشارد غير، حيث يقوم بدور يتطلب منه التعبير عن الألم والمعاناة بدلًا من الجاذبية التي اشتهر بها في أدواره السابقة.
يعتبر “أوه، كندا” فيلماً مميزاً يقدم قصة ناقدة للمجتمع والسياسة والثقافة، ويسلط الضوء على عالم الصحافة التحقيقية وكشف الفضائح. من خلال شخصية ليونارد فايف، يتم استكشاف أهمية التزام الفنان بقضايا اجتماعية وسياسية، وكيف يمكن للإعلام أن يؤثر في السلطة والمجتمع بشكل عام. تعتبر هذه القصة مناسبة للعصر الراهن، حيث يحتاج العالم إلى أفلام تثير الوعي وتثير النقاش حول القضايا المهمة والمثيرة للجدل.
يتألف الفيلم من مشاهد مؤثرة تعبر عن معاناة الشخصية الرئيسية وعن تحدياتها النفسية والجسدية. يظهر ريتشارد غير بأداء متقن يستحق التقدير، حيث ينجح في تقديم شخصية معقدة تتطلب منه التعبير عن مشاعر الألم واليأس بشكل نابع من العمق. تُظهر الكاميرا تفاصيل دقيقة من واقع الشخصية، مما يعكس واقعية المشهد ويجعل المشاهد يشعرون بالتأثر والتعاطف مع الشخصية المريضة التي تحاول التغلب على آلامها الجسدية والنفسية.
تعتبر قصة “أوه، كندا” نقدًا عميقًا للصحافة التحقيقية والثقافة المعاصرة والعلاقات الإنسانية. تسلط الضوء على دور الإعلام في تشكيل وجهة نظر الجمهور وفي نقل الحقائق والمعلومات الصحيحة، لاسيما في عالم مليء بالأخبار المضللة والتضليل والأجندات السياسية. يعكس الفيلم الواقعية الصعبة للحياة والموت، وكيف يمكن للإنسان أن يجد قوته في أصعب الظروف من خلال الصداقة والدعم النفسي الذي يحيط به.
