حالة الطقس      أسواق عالمية

يعد رشيد حسن بوجدرة من أبرز الروائيين الجزائريين الذين عاشوا ازدواجية لغوية بين العربية والفرنسية، لكنها لم تمنعه من الاعتزاز بهويته والدفاع عن قضايا أمته. حلقة من برنامج “تأملات” على منصة الجزيرة 360 تناولت حياة بوجدرة، الذي تخطى 80 عاما، ولازال اسمه لامعا في الإعلام بسبب تصريحاته الغير تقليدية في السياسة والمجتمع.

ولد بوجدرة في عين بيضاء بالجزائر عام 1941، وتأثر في طفولته برؤية الظلم الذي كان يعانيه العمال وبأفراد عائلته الشيوعيين. في ثانويته في تونس، انخرط بوجدرة في جيش التحرير الوطني الجزائري وكان منذ البداية متبنيا للفكر الماركسي، ولا زال يحافظ على هذا التوجه حتى اليوم.

عاش بوجدرة حياته الأدبية في ازدواجية لغوية بين العربية والفرنسية، حيث كتب بالفرنسية ونقل أعماله للعربية والعكس. وتأثر بوجدرة برؤى تشبه الظلم والفقر العصبي في مسيرته الأدبية والسياسية. وعلى الرغم من جدل تصريحاته الإعلامية، فإن إسهامه في الرواية الجزائرية لا يمكن إنكاره.

يعلن بوجدرة أنه يرفض الوقوع في فخ الأدب المناوئ للاستعمار، ويعزو ذلك إلى تجنبه تجاربه خلال الحروب التي شهدها بلاده. وتبقى التساؤلات حول الأدب المغاربي بين العربية والفرنسية قائمة، هل يمثل إبداعًا جديدًا أم أنه انعكاس لمرحلة تعبيرية ترجم خلجات القلب من خلال وسيط لغوي؟

بوجدرة يصر على أهمية إبقاء اللغة العربية والعودة إليها في أعماله الأدبية، ويرى أن كتابته بهذه اللغة تحمل رسالة سياسية وعاطفية قوية. ورغم أن بوجدرة يشتهر بتصريحاته الغير تقليدية، إلا أن إسهامه في الأدب الجزائري يبقى ملموسًا ولا يمكن تجاهله.

على الرغم من الازدواجية اللغوية التي عاشها بوجدرة، فإنه استطاع أن يحافظ على هويته الأدبية والسياسية ويظل مؤثرًا حتى في سن متقدمة. وبوجدرة يرفض الانحياز للمبادئ المنسية ويدعم بقوة القضايا التي يعتقد أنها صوت الشعب الجزائري.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version