حالة الطقس      أسواق عالمية

رواية “خاتم سليمى” للكاتبة السورية ريما بالي تأتي بطريقتين مختلفتين في السرد، حيث تروي قصة سليمى وقصة مدينة حلب السورية في فترات زمنية مختلفة، ممزوجة بعناصر مكانية وروحية وشخصية تميز هذه المدينة العريقة. ترشحت الرواية للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية، وتتناول قصة حب غامضة تحدث في حلب وتأثير المدن على مصائر الأفراد.

تتناول الرواية أيضًا دلالات الخاتم وسلطته، مستوحاة من قصة “خاتم سليمان” التي منحها الله للنبي سليمان. تقدم الكاتبة تحليلًا لهذا الخاتم وتربطه بشخصية سليمى، التي تؤمن بقوته وحكايته، وتسعى لصنع خاتمين متشابهين لتحقيق نبوءة في زمن خالٍ من تلك النبوءات.

تستفيد الرواية من سحر حلب وثقافتها وتراثها، وتعرض الحياة في المدينة خلال زمن حديث وأحداثها المؤلمة خلال الثورة والحرب الأهلية. تقدم الكاتبة شخصيات متنوعة وفريدة من مدينة حلب، كما تتناول تأثير الأحداث السياسية على السلوكيات والعلاقات الاجتماعية.

تستخدم الكاتبة تقنيات متعددة في السرد، مثل الحوار وكتابة الأحلام وكتابة المذكرات والاستفادة من الأعمال الأدبية الكلاسيكية. تقدم ريما بالي تحليلًا دقيقًا لشخصياتها وعلاقاتهم، وتجعل القارئ يعيش معهم تجاربهم ومشاعرهم.

تأتي القصة بخاتمة غامضة وغير متوقعة، تجمع بين عناصر الحب والخيال والواقعية. تتجاوز الرواية الحدود الجغرافية، دافعة الشخصيات للتجول بين مدن مختلفة مثل حلب وبيروت وفرنسا وإيطاليا، مما يجعل الزمن في الرواية فضفاضًا ومتداخلا.

تستحق رواية “خاتم سليمى” الاهتمام والتقدير لتقنياتها السردية المتقنة وتأثيرها العميق في نقل القارئ إلى عوالم متنوعة ومعقدة. تعتبر ريما بالي واحدة من أبرز الكتاب العرب الحديثين، وتنجح في تقديم قصص قوية ومعاصرة تتناول قضايا مهمة باسلوبها الفريد والملهم.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version