Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

على الرغم من فصل غابرييل غارثيا ماركيز عن الجائزة النوبل، وإعلان فوز الروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا بالجائزة، إلا أن القناعة بأن الجائزة ستذهب إليه في النهاية كانت تسود في الوسط الثقافي. اسم يوسا كان مرتبطا بغابرييل ماركيز من خلال صداقتهم مع الرئيس الكوبي فيديل كاسترو وقصص الخلافات التي وقعت بينهم، ووصلت حتى الاعتداء الجسدي. يوسا كان واحدا من “الكبار” الأربعة في أميركا اللاتينية، وكان صعوده جزءا من طفرة الرواية في القارة، بتزامن مع خورخي لويس بورخيس.

رواية “حرب نهاية العالم” فتحت الطريق ليوسا وأثرت في فوزه بجائزة نوبل عام 2010، حيث يستعرض فيها أحداث الحرب الأهلية في شمال البرازيل ويبني صورة مذهلة عن تطلعات الإنسان في عالم المدينة الفاضلة. يوسا يعتمد في روايته على أحداث حقيقية لثورة في كانودوس البرازيلية، وتأثير مرشد يظهر أهمية يوسا في إسقاط الماضي على الحاضر وتطوير الشخصيات لتوصيل رسائله السياسية.

تطورت أفكار يوسا من اليسارية إلى الليبرالية، وشارك في الانتخابات الرئاسية في بيرو عام 1990 دون نجاح. انضم إلى جمعية مونت بيليرين وبات يدعم اليمين، مما جلب تغييرات في علاقته مع أدباء كبار مثل ماركيز وفوينتس وكورتاثار. يعتبر يوسا الكتابة وسيلة لمحاربة التعاسة ويؤكد على قوة الأدب في تغيير الحاضر والمساهمة في بناء المستقبل. يشجع على قبول الحرية من خلال الإبداع الأدبي والدفاع عن الحقوق الفكرية.

خلال حياته، تغيرت أفكار يوسا بفعل القراءات التي انشغل بها، وعاش في فرنسا وتأثر بأفكار ألبير كامو. اختلف مع ماركيز بسبب الدعم المتناقض لحكوماتهما، وانتهت العلاقة الوثيقة بينهما بتوجيه لكمة إلى ماركيز. يواصل يوسا الكتابة لإسقاط الماضي على الحاضر وتغيير الواقع بإطار أدبي. يؤمن بأن الأدب يسمح لنا بحياة حيوات متعددة وتجارب متنوعة، ويشدد على أهمية إعادة الكتابة والتصحيح في عملية الكتابة.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.