بالانطلاق من أرشيف يحتوي على مقابلات شفوية وشهادات على ما حدث في سوريا منذ عام 2011، اجتمع 7 كتاب، بإشراف الكاتب السوري جورج كدر، لكتابة مشروع رواية مشتركة تحمل اسم “ثلاثة أجيال تحت جسر الرئيس”. كان هدفهم عدم ضياع تفاصيل ما حدث للسوريين وتوثيق الأحداث وتجسيدها في صورة روائية. جمع كدر نحو 400 شهادة ووافق مجموعة من الكُتاب، منهم فوز الفارس وراما الحاج علي ورافي ميناس وغيرهم، لكتابة هذه الرواية وتناولوا قصص اللاجئين والاعتقالات وانتهاكات حقوق الإنسان.
عمل كدر بإشراف منظمة “دولتي” لتنظيم العمل واختيار الكُتاب الشباب من بين أكثر من 70 مشاركًا. تم اختيار الكتاب بناءً على أعمالهم الأدبية السابقة وقصصهم الشخصية المتقاطعة مع شهادات الأرشيف. الرواية تعتبر من الفرص المهمة لتوثيق سرديات الفئات المهمشة في الصراع السوري وتوجيه رسالة بالأمل للقراء وكسر السرديات السائدة.
تحدث الكتاب عن تجربتهم في كتابة الرواية الجماعية وكيف واجهوا التحديات في تنسيق الأسلوب الروائي وربط الأحداث. تم استخدام أساليب سردية مختلفة والتعاون بين الكُتاب لإنجاز العمل بشكل محترف. المشروع كان تحديًا للرؤية الفردانية في عالم الرواية وتم تنسيقه ببراعة بوجود “مايسترو” يدير الأوركسترا ويجعل التناغم في العمل الجماعي.
تضم الرواية عدة فصول تتناول مختلف جوانب الصراع السوري من خلال شهادات وقصص شخصيات مختلفة. تبدأ الرواية بمقدمة تحدث عن طبيعة الحرب في سوريا، وتتبعها فصول تناولت حروب الأسر ومعاناة اللاجئين والاعتقالات والانتهاكات. يختم العمل بفصل تحت عنوان الرواية تحت جسر الرئيس، حيث يتقابل أبطال الرواية ويبحثون عن أحبائهم المفقودين أو المعتقلين وسط الصراع والألم.
الكتاب والمنظمة عملوا معًا على تحقيق هذا العمل الجماعي وتمكنوا من تقديم قصص شخصية ومؤثرة تعكس واقع السوريين وتسلط الضوء على حالات الظلم والقهر التي تعرضوا لها. يتوقع الكتاب أن تكون هذه الرواية إحدى دعائم “أدب الثورة” وتساهم في توثيق التجارب والمعاناة التي عاشها السوريون خلال سنوات الصراع.
