حالة الطقس      أسواق عالمية

يستنتج القارئ من رواية “قصر الطيور الحزينة” للكاتب الكردي بختيار علي أن سبب شهرته وترجمة أعماله إلى لغات أخرى يعود إلى قيمته ضمن حركة الأدب الكردي، وهو الناشر والمبدع الذي يمثل الأدب الكردي بكل أبعاده. الدار التي نشرت الرواية باللغة العربية قدمته كمبدع كردي يُعرّف القارئ العربي على عوالم جديدة بهذه الرواية والتي تفوقت على أعماله السابقة في الاتقان والتعقيد، مما يعكس شخصيته الأدبية المتميزة.

تبنى بختير علي عالم روايته على حدث غريب حيث يجب على الشخصيات الثلاثة جمع 100 طائر من أنحاء العالم ليختاروا منها طائرة واحدة للفتاة التي يحبونها. يبرز في الرواية التنوع بين الشخصيات ومغامراتهم أثناء البحث عن الطيور الغريبة، فضلاً عن تحليلها للقضايا الاجتماعية والسياسية في المدينة التي تُعرض في الرواية، مما يعكس تعدد الأبعاد في كتابات بختيار علي وقدرته على تجسيد الواقع بأسلوب سحري وكلاسيكي.

بختيار علي يتميز بأسلوب كلاسيكي في كتابة رواياته، يشيد ببناء الحكاية المركزية التي تستمر منذ بدايتها حتى نهايتها، كما يُقدم شخصيات متعددة وحكايات متشعبة تعكس مجتمعاتها بتفاصيل دقيقة ومعقدة. يظهر ذلك في شخصية “سوسن كولدانجي” التي تُجسد عالماً مختلفاً ومجهولاً بطريقة فريدة، مما يميزها عن الشخصيات الأخرى في الرواية.

رغم التأخر في اكتشاف بختيار علي من قبل القراء العرب، إلا أن أعماله تميزت بالمحتوى الغني والشخصيات المعقدة والقصص المثيرة، ما جعلها تلفت انتباه القراء على المستوى العالمي. يركز بختيار علي في رواياته على فكرة مغادرة المكان واكتشاف العالم، وكيف يُغير هذا التحول منظومة الشخصيات والأحداث، ما يجعله يعكس تجليات معقدة للبشر وعلاقتهم بالمكان والزمان.

قد يعود تأخر اكتشاف بختيار علي إلى صعوبة الوصول لأعماله في اللغات الأخرى وعدم انتشاره في الوقت المناسب، ولكن تألقه وابتكاره في السرد وتطوره في الكتابة جذب أخيراً الاهتمام والدعم من قبل القراء والناشرين العرب والعالميين. يعتبر بختير علي من المبدعين الذين يجمعون بين السحر والواقعية والتنوع في رواياته، ما يجعله واحداً من الكتاب المخضرمين الذين يعكسون تراثهم وثقافتهم بأسلوب فريد ومميز.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version