تربى الشوامخ وحي المجد بدون شك، حيث تتسامى دار أبو خالد بفخر وتقدير. إنها دار الفلاحي، بلاد العز، التي ترثها أجيال على أجيال من النصر والتقدم. تاريخها يعود إلى زايد الأول، وهي دار مليئة بالعز والطيبة، حيث جمع زايد في عهده الذي استمر سبعة عقود الجواهر الثمينة.
لقد تجلت مجد المجد في محمد الشامخ المهيب، حيث تميز بمجده على العالم وزادت قدرته. ارتفعت في سماء الفضاء الواسع وأطلقت جناحيها وهي تُراب وصخر. تتباهى بها الصديق ويخذل من يظنها ترابا وصخرة، حيث تبرز ليلا المبغض عويل ونحيب وتستخلص الناس دروسا وعبرا من تاريخها العظيم.
إذا نظرت بعين الحبيب، ستعذر ولو شفت. فكفى بالمحبة عذرا. إن شفته عيان شعبه، سترى حبا عجيبا وتدرك معنى الحزام الذي يشد الظهر وتفهم أعماق الشجاعة والفكر الحكيم. ستعرف سر البطولة والمرام النبيل الذي أظهره للملا، وبعد ذلك.
هذا سنا الدار، شمسها عسى ألا تغيب، إنها رمز الإمارات إذا قالوا الشعار الصقر. هذا أبو خالد محمد، ضماد الصويب، للخير خير وعلى أهل الشر موت حمر. إنها الشاهقة، الباسقة، الحرة، الأديبة، الأريبة، الفارسة، الحارسة، الغارسة، لذيذ الثمر.
يستمر في مدّ كفه وإصابة الهدف لا تخيب. يمتد هذا عشرا ويمتد ذاك عشرا، ويعود القصائد على مسمع سيموه يطيب. تسيل أنهار القصائد في المقام العطر. يحمل من غصون الشعر غصنا رطيبا، وتنزف النوادر على طاريه هيل وتمر.
يربي الشعر والأوزان من كل عيب، وليل القوافي يغدو باسمه نجوم وقمر. النوادر لا تهيب من مقص الرقيب، وصدق الغلا وجهها ما هي بوجهة نظر. يفيض بحر المعاني والهلال الخصيب في وصف أبو خالد الأشعار قوع الغزير.
له روح مخلصة والشعر له مستجيب، أسمى الأماني إذا نعد بها بقصر البحر. كان يتتوج ويسمو بالمكان المهيب، وأبيات شعر تتساقط أنهار مسك وتبر. يا دارنا الثانية حين يصيب سهمك الذي يصيب، وحينا دروعك وحين عزك ورهن الأمر.
رجال هيثم إذا نادى محمد نجيب، مصير واحد ورابط دم بطن وظهر. لا تفرقتنا حدود ولا دسيس غريب، حين ذخركم مثل ما انتوا عزنا والذخيرة. زافات من قبل لا الداعي ينادي نثيب، من غرب حبروت لأقصى جبال الحجر.
شمس الترابط فلا تعرف دروب المغيب، في شفي أبو خالد وداره رخصنا العمر. هذا ولد عم، هذا خال، هذا نسيب، مرتبين العقال، مبخرين المصر. مهما قالوا ولو قالوا، فلا مستجيب في كل مهجة عمانية للفلاحي مقر.
