الكراسي المعاصرة لم تعد مجرد قطع عملية للجلوس عليها، بل أصبحت تعتبر عنصرًا تعبيريًا مبتكرًا يمتلك قيمة جمالية خاصة. تعتبر الكثير من هذه الكراسي غير عملية ومؤلمة للجلوس عليها، مما يعكس التحول الذي يشهده عالم التصميم والفن نحو الإبداع الجريء والانفصال عن الوظيفة التقليدية للكرسي. يسهم الإعتىاء الحالي على الفولاذ في تعميق هذا النهج، حيث تنشأ كراسي بتصميمات قاسية وحادة تجد الجهوز عليها. بعض الكراسي كروعات المعرض الخاصة بشركات الأثاث الفاخر يظهر تأثير عمل فني يبدو تمحوره حول الاستجمام بدلاً من الراحة.
بالإضافة إلى الفولاذ، يتجه بعض المصممين إلى استخدام مواد غير تقليدية لإضافة عنصر الانزعاج إلى تصميماتهم. ذلك ما يظهر في تصميم كرسي شركة Touch With Eyes الذي يتكون من كرات صلبة على شكل إطار حيث يتعذر الجلوس عليه باعتباره قطعة فنية برمتها تعكس فكرة الشاطئ والبحر دون مراعاة الراحة. تكسر هذه القطع التوقعات القائمة على تصنيف الكائنات بين الأدوات الوظيفية والأدوات الزخرفية، وهي تحاول تجاوز أفكار التقاليد والوظيفية القائمة في عالم التصميم.
تستخدم بعض القطع الفنية الحديثة الأثاث كوسيلة لاستكشاف مفاهيم السردية والمادية، كما تظهر في أعمال Panorammma، حيث يتم تشكيل الأثاث من أجل خلق عوالم خيالية غير تقليدية من خلال تحويل المواد، مما يدفع برمزية الراحة إلى المستوى الثاني. من خلال بيئة القطع الفنية، يمكن ملاحظة رغبة المصممين الحديثين في التخلص من تجارة الأثاث وإعادة تأكيد حكمة الإبداع والتصميم، فتصبح هذه القطع أكثر ثماراً للفن الجميل من بقية الأثاث العملي.
يبدو أن الكرسي لم يعد مجرد قطعة أثاث عادية، بل أصبح وسيلة تعبير تعكس الإبداع المعاصر وتحقيقات حول المواد والأذواق الداخلية، والتي تستلهم الفضول، والتأمل، والاستكشاف. وعلى الرغم من ذلك، يبدو أنه ليس من الحكمة الجلوس عليها، وإنما تستمر هذه الأعمال في إثارة الاهتمام والحوار في عالم التصميم الحديث.
