يعتبر المؤرخ الأميركي كايل أندرسون أن العنصرية في الغرب تجاه الشرق تتزايد، ويعيش الولايات المتحدة حاليًا في فترة صعبة خلال انتخابات رئاسية مثيرة للجدل. ينتقد أندرسون الانحياز الأميركي والغربي للآلة العسكرية الإسرائيلية، ويرجع هذا الانحياز إلى زيادة العنصرية السياسية والعداء للإسلام على طول التاريخ، مع صعود اللوبي الصهيوني بفضل الرؤية المتطرفة للمسيحية الإنجيلية. كما يشيد أندرسون بالانتفاضة الطلابية بالجامعات الأميركية ضد السياسة الأميركية المنحازة لإسرائيل، مشيرًا إلى أن المجتمع الأميركي يعيش حالة من الاكتئاب بسبب هذه السياسات.
يعمل كايل أندرسون حاليًا كأستاذ مساعد للتاريخ في جامعة ولاية نيويورك، وكانت له دور مهم في الكشف عن قصة فرقة العمال المصرية التي شاركت في الحرب العالمية الأولى. هذه الفرقة تألفت من أكثر من نصف مليون فلاح مصري، تم اختطافهم وإجبارهم على السخرة ليعملوا كعمال عسكريين في أوروبا والشرق الأوسط. وقد قدمت هذه الفرقة العمالية العسكرية خدمات حربية مهمة وأسهمت في بناء البنية التحتية للإمبراطورية البريطانية في المنطقة.
ويعتبر كتاب أندرسون “فرقة العمال المصرية.. العرق والفضاء والمكان في الحرب العالمية الأولى” من بين الروايات التاريخية التي تكشف عن جوانب قليلة معروفة من تاريخ الشرق. وقد استمد أندرسون معلوماته من مصادر متنوعة، بما في ذلك الأرشيفات البريطانية والأميركية والمصرية والفرنسية.
في نظرة أندرسون، فإن التاريخ الحديث يتبع منهجًا جديدًا، يركز على التاريخ العالمي ويسلط الضوء على الأحداث والشخصيات المهمشة للشعوب. ويرى أن الوضع الراهن لا يزال قلقًا، مع تصاعد العنصرية والصراعات السياسية في العالم. ويرى أن الحركات الطلابية في الجامعات الغربية تلعب دورًا مهمًا في تغيير السياسات العامة وتعبر عن الضمير الحي في المجتمع الغربي الذي يعاني من التناقضات.
أخيرًا، يعبر أندرسون عن قلقه إزاء الانحياز الغربي القوي لإسرائيل وعدم المساواة في المعاملة مع الفلسطينيين. ويعتقد أن العوامل التاريخية والدينية والاجتماعية تلعب دورًا في هذا الانحياز، مشيرًا إلى أن العنصرية ضد المسلمين لا تزال حاضرة في المجتمع الغربي. ويؤكد على أهمية الحركات الاحتجاجية والطلابية في تغيير السياسات العامة والدفاع عن القيم الإنسانية المبدئية.