كان الكاتب البريطاني المتوفى كولن هنري ويلسون (1931-2013) مهووسًا بالكتب طوال حياته، حيث بدأ في شراء الكتب المستعملة منذ كان طفلاً ليحقق أحلامه بقراءة الكتب التي كان يحلم بها. مع مرور الوقت، تجاوز عدد الكتب لآلاف الأعداد مما جعله يشعر بالقلق من عدم قدرته على مقاومة إغراء إضافة المزيد إلى مكتبته. في كتابه “الكتب في حياتي”، يقدم ويلسون أهم اللحظات القرائية التي عاشها وكيف تأثر بكتب معينة وكُتّاب معينين.
نشأ ويلسون في عائلة من الطبقة العاملة ولم يتلق سوى قليل من التعليم، ولكن ذلك لم يمنعه من حب الكلمة المطبوعة واقتناء الكتب بشغف. امتلك مكتبة تحوي آلاف الأعداد وكانت غرف منزله مليئة بالكتب بالإضافة إلى آلاف الأسطوانات وشرائط الفيديو، ورغم ذلك لم يكن قد قرأ كل هذه الكتب بعد. بداية علاقته بالكتب كانت منذ كان في 10 من عمره، حيث اهتم بالكتب التي تتنوع ما بين الروايات والشعر والفلسفة والسيرة والتاريخ.
تأثر ويلسون بأعمال كتّاب معينين مثل توماس ستيرنز إليوت وإيرنست هيمنغواي، وكان يُعتبر نفسه “دودة الكتب”، فلم يكن ينتظر شيئًا سوى الكتب وكان يفضلها على الألعاب الرياضية التي كان يمارسها والتي لم تكن تعجب والده. اهتمت والدته أيضًا بالقراءة بينما كان والده لم يقرأ كتابًا واحدًا طوال حياته.
كتاب “الكتب في حياتي” يحاول ويلسون وضع تجربته القرائية والفلسفية في كتابة هذا العمل، حيث يستعرض ذكرياته مع الكتب التي تركت أثرًا عميقًا في حياته. اهتمامه بموضوعات الجرائم والمجرمين دفعه لكتابة أعمال أدبية تعكس هذا الاهتمام، ويعتبر ويلسون أن قراءته الدائمة للكتب هي علامة على غريزة طبيعية تدفعه نحو استكشاف أعماق العقل البشري. وبهذا، يعتبر كولن ويلسون من الكتاب الذين يستطيعون تلامس فنون السيرة الذاتية والرحلة الفكرية من خلال كلماته وأفكاره.