Smiley face
حالة الطقس      أسواق عالمية

في كتاب “الفلاسفة والحب” الصادر عن دار التنوير سنة 2015، حاولت الباحثتان والصحفيتان الفرنسيتان ماري لومنييه وأود لانسولان الإجابة على سؤال مهم: هل فعلا لم يختبر الكثير من الفلاسفة الحب؟ وهل يمكن الجمع بين الفلسفة والحب؟ بدأت الكاتبتان بتتبع حياة أبرز الفلاسفة في التاريخ، بداية من أفلاطون وصولا إلى شوبنهاور ونيتشه وغيرهم، لاستكشاف علاقتهم بالحب.

عبر التاريخ، ظل الحب محورا هامشيا في الفلسفة، حيث اهتم الفلاسفة بتحرير الإنسان من أشكال العبودية العقلية بدلا من الانغماس في العواطف الغريبة. وفي هذا السياق، رسم كتاب أفلاطون “المأدبة” معالم الرؤية الغربية للحب والرغبة، بما يعكس تأملات دينية للرغبة والحب كما وصفه جاك لاكان.

الشاعر اليوناني تيتوس لوكرشس عبر في قصائده عن رؤية قاتمة للحب وجراحه المحتملة، حيث وصف عذاب الحب بأنه شبيه بعذاب تانتالوس. من جهته، اعتبر فيلسوف العقد الاجتماعي جان جاك روسو النساء جحيما في حياته، مع اعتقاده بأن الحب قوة معدية يسعى المجتمع للاستفادة منها.

أما فيلسوف العقل إيمانيول كانط، فقد عاش حياة خالية من العلاقات العاطفية، وأعرب عن ازدرائه للنساء. بينما اتبع شوبنهاور موقفا متشائما من الحب، حيث اعتبر العاشقين دمى متحركة وتكامله مع الجيش الألماني.

أما الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه، فقد تحدث عن الحب كغريزة حيوانية وعزلة ووحدة، حيث كان يعتبر الحب مثالية مخادعة للذات. من خلال كتابهم الشيق، حاولت الباحثتان استكشاف تلك العلاقة المعقدة بين الفلاسفة والحب، وكيف أن كل منهم تعامل مع هذه العاطفة الأساسية في الحياة بطريقة مختلفة.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.