حالة الطقس      أسواق عالمية

في كتابه “التعرّف على الفاشية”، يقدم أمبرتو إيكو مقالا طويلا يصف فيه الفاشية من خلال 14 سمة مميزة. يؤكد إيكو أن ظهور بعض هذه السمات يمكن أن يؤدي إلى عودة “فاشية جديدة”، مما يمكن أن تكون أكثر قسوة وأذية من فاشية موسوليني. الفاشية تتسم بعدم وجود أساس أيديولوجي قوي ومتماسك، وتتميز بخطاب كراهية مفرط في العنصرية يهدف إلى الحفاظ على السلطة من خلال خلق صورة سلبية للآخر.

الكتاب في أصله كان خطابا ألقاه إيكو في جامعة كولومبيا عام 1995، حيث عاد فيه إلى تجربته الشخصية مع الفاشية الموسولينية التي ولد وعاش تحت حكمها. إيكو يشير إلى أن الفاشية تتشابه مع الفيروس السياسي الناشئ من حيث اللاعقلانية وعدم وجود بعد فلسفي، ويمتاز خطابها بالكراهية والعنصرية دون أي مبادئ أساسية.

يستعرض إيكو في كتابه تأثير الفاشية على المجتمعات وتطورها بمرور الزمن. يذكر ميلاد الفاشية الجديدة الذي يتسم بتغيير شكلها وتكيفها مع الظروف السياسية المتغيرة. يتحدث عن خطورة هذه الفاشية ودور الخطاب السياسي الكراهية في نشرها، مثلما حدث في فرنسا مع خطاب مارين لوبان.

وفي تحليله للمناخ السياسي الأوروبي، يشدد إيكو على خطورة الفاشية وضرورة إشراحها والحذر من ظهور أي شكل جديد لها. يستعرض السمات الـ14 التي يعتقد إيكو أنها تشمل الأيديولوجيات الفاشية، ويشدد على ضرورة التنبه لتلك السمات للحيلولة دون عودة الفاشية بأشكال متنوعة.

يجسّد كتاب إيكو أهمية محاربة الفاشية والتصدي للخطابات الكراهية التي تنمو في المجتمعات اليوم. يُسلط الضوء على أهمية الحرية والحقوق الإنسانية في مواجهة الأنظمة الفاشية، ويدعو إلى الوعي والمقاومة ضد كل شكل من أشكال الظلم والاضطهاد. يعكس كتاب إيكو تجربته الشخصية مع الفاشية ومساهمته في كشف حقيقتها وتحذير العالم من خطرها المحدق.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version