شيخ محمد رشيد رضا كان واحدًا من رواد الإصلاح الإسلامي في القرن العشرين، حيث تأثر بمعلمه الإمام محمد عبده وبدأ نشر الفكر الإصلاحي في العلوم الشرعية وتطوير مناهج التعليم الديني والثقافة الإسلامية. ولد في قرية القلمون في لبنان وحفظ القرآن الكريم وتعلم العلوم الشرعية قبل هجرته إلى مصر حيث بدأ نشر مجلة “المنار” التي كانت تكمل رسالة مجلة “العروة الوثقى” التي أسسها مع الإمام محمد عبده. ونصحه معلمه محمد عبده بالابتعاد عن السياسة والتركيز على التعليم والتربية والفقه.
في مصر، وفي ظل السيطرة العثمانية وتأثير السلطان عبد الحميد الثاني، كانت العلاقات تتطور حيث بدأت تظهر الخلافات مع انتقال رشيد رضا من الدعم المطلق للسلطان إلى النقد والانتقاد. وأثر الكتابات النقدية لعبد الرحمن الكواكبي في توجه رشيد رضا نحو النقد والانتقاد لأوضاع الدولة العثمانية وسياساتها. ورغم تأييده السلطان عبد الحميد في البداية، إلا أن بعض الظروف السياسية والثقافية أدت إلى تغيير موقفه وتقلبه في المواقف السياسية.
كان رشيد رضا يرى أهمية الشورى والتشاور بين أجناس الدولة العثمانية، وضرورة مشاركة العرب في الإدارة وإقصاء الفاسدين ومحاربة الظلم والفساد. كان يسعى لإصلاح الدولة العثمانية من الداخل بوساطة الجمعيات والتنظيمات التي كان يشارك في تأسيسها وتنظيمها. تبدلت العلاقة بينه وبين السلطان عبد الحميد مع تطور الأحداث إلى أن انقلبت ضده في عام 1909 وسقطت الدولة العثمانية.
ومع سقوط السلطان عبد الحميد وتغييرات الأوضاع السياسية، بدأ رشيد رضا يبتعد عن الجمعيات التركية والتغريبية ويدعو لتفعيل الشورى ومشاركة العرب في الإدارة العثمانية. وركز على تصحيح الأوضاع في الدولة العثمانية ومحاربة الفساد والإفساد. توقفت مجلته “المنار” بعد الانقلاب ضد السلطان عبد الحميد، وبدأ رشيد رضا في التركيز على العمل الديني والتعليم والتربية في ميدان العلوم الإسلامية.