حالة الطقس      أسواق عالمية

التهميش الذي يتعرض له المثقف والمبدع في مجال الفنون والأداب لا يعني بالضرورة سوء ما ينتجه من إبداع، بل قد يكون ناتجًا عن ظروف تتعدى قدرته على التحكم بها، مثل تدخل السلطات أو الشركات في استغلال الثقافة لأغراض معينة. تعددت الاستراتيجيات العالمية في توظيف الثقافة، فالشيوعية كانت تحاول تعزيز نفوذها، بينما تعتبر الثقافة الليبرالية رافعة للسياسة الرأسمالية. الصين تدرك أهمية الثقافة في نشر نفوذها عالميًا وتعمل على تأسيس مؤسسات ثقافية في عدة قارات.

في الحقبة الاستعمارية، كانت هناك رؤيتان للعلاقة بين الاستعمار والثقافة؛ الرؤية الفرنسية والإنجليزية. تجدر الإشارة إلى أهمية النخب التي تدعم مشاريع السلطات وتحمل أفكارها، ويتم صناعتها لتوجيه الخطاب والرأي العام نحو تحقيق أهداف معينة. في عصرنا الحالي، تستمر هذه النهج والإجراءات في تسليط الضوء على بعض المثقفين والمبدعين دون غيرهم، وتحفيزهم على إنتاج ما يخدم المشاريع التي تدعمهم.

إن المثقف والمبدع الحقيقي هو الذي تجد بإمكانه الاستقلال والإبداع، دون التأثر بالضغوط السياسية أو الاقتصادية. تاريخيًا، كانت السلطات تستخدم الثقافة والمثقفين لنشر أفكارها وتحقيق أهدافها، لكن المبدع الحر يظل يصمد ويثبت قيمته دائمًا، مع تحدي الضغوط والتسلط. الثقافة تعتبر الخاسر الأكبر في حال تجاهل الإبداع الحقيقي وتفضيل المبدعين المدعومين سياسيًا أو اقتصاديًا.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version