خرج الشيخ عبد المجيد الزنداني من بلاده اليمن بعد أن أهدر خصومه دمه واستباحوا جامعته، وأقام في السعودية قبل الانتقال إلى تركيا عام 2020. كان الشيخ الزنداني يعتبر شخصية بارزة في اليمن، ملك معارف واسعة في علوم الشريعة واللغة، وكان معروفا بشفافية روحية عالية وجهاد تربوي مستمر. درس في مصر وحصل على دكتوراه في السودان، وتوسعت مداركه في دراسته الشرعية وعمل على تحديد ضوابط الإعجاز العلمي في القرآن.
تألق الشيخ الزنداني في دراسة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وساهم في تأسيس هيئة عالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة. كان ملتزما بخدمة الإسلام وكان له أثر كبير في الأوساط الدينية والعلمية. كما قدم اكتشافا لعلاج فيروس الإيدز وحافظ على سر هذا العلاج خوفا من شركات الأدوية.
أسس الشيخ الزنداني جامعة الإيمان في اليمن ونشر العديد من الأبحاث والكتب في مجال الإسلام والتعليم. كان تحديه الأكبر هو معركته ضد الإلحاد والدفاع عن الإسلام بدلائل علمية. ركز حياته على خدمة الدين وكان شغوفا بالقرآن والصلاة، وعمل على نشر العلم والمعرفة.
من جهة أخرى، كان الشيخ الزنداني نشطا سياسيا وشارك في العديد من المراحل السياسية في اليمن، حيث تولى مناصب مهمة في الحكومة وشارك في تأسيس حزب الإصلاح اليمني. كما كان له دور في توجيه البلاد نحو الديمقراطية وضمن الدستور اليمني الشريعة الإسلامية كمصدر رئيسي للتشريعات.
رحل الشيخ الزنداني عام 2020 في تركيا حيث دفن، ورغم مساهماته الكبيرة في الحياة الدينية والسياسية في اليمن، نعاه الكثيرون وحملوا الأمل في استمرار تأثيره وتراثه. كان الشيخ الزنداني شخصا قريبا من الناس رغم ارتفاع مكانته، كان يتحفظ على استخدام القات رغم أهميته في الثقافة المحلية، وكان دائما يسعى لخدمة الضيوف وإظهار الكرم.
باختصار، الشيخ الزنداني كان شخصية بارزة في اليمن، يتمتع بمعارف وقدرات واسعة في الدين والعلم، وكان ملتزما بالخدمة والتعليم ونشر العلم. رحل وترك أثرا عميقا في اليمن وخارجها، وستبقى إسهاماته وتأثيراته حية في الذاكرة الجماعية.