فن اليوميات وفن الصحافة يبدوان في البداية كفنانين متنافرين، حيث يُشتهر اليوميات بنشأته وترعرعه في السرية، مع الحرص على عدم تسريب المعلومات. أما الصحافة فتعتمد على نقل الأخبار والمعلومات الصحيحة والحقائق. ومع ذلك، هناك ارتباط وثيق بين الصحافة واليوميات في العربية، حيث توفر اليوميات شهادة حرة وشخصية عن الأحداث التي تشهدها بلدان العربية، خاصة في ظل الحروب والأزمات.
تسمية “اليوميات” بالفرنسية تعني “الجورنال” وهي ترتبط بالصحيفة أيضا. وهذا التشابه يعزز فكرة التدوين اليومي سواء في اليوميات الشخصية أو في الصحافة. وكانت اليوميات دائما حاضرة مع كل حرب تشنها إسرائيل على غزة، حيث تعتبر شهادة حرة تكمل ما ينقله الصحفيون. ومن هذا المنطلق، صدرت يوميات “وقت مستقطع للنجاة يوميات الحرب في غزة” للكاتب الفلسطيني عاطف أبو سيف.
يُعزى فن اليوميات في الكثير من الأحيان إلى الحروب والأزمات التي تمر بها الشعوب، حيث يعد كاتب اليوميات شاهدًا وموثقًا للأحداث اليومية والمأساوية. وقد ساهم الصحافة الحرة في تشجيع ونشر يوميات عاطف أبو سيف بشكل شامل. كان ليوميات الكاتب والوزير السابق أهمية كبيرة في نقل الصورة الحقيقية عن الحروب والمعاناة في غزة.
الكاتب قام بتقديم يومياته بشكل يومي ومسؤول، واعتمد على علاقاته بالإعلام والعالم الغربي لنقل معاناة الشعب الفلسطيني خلال الحروب. وكان يركز على التوثيق الدقيق والإنساني في كتابته، وهو ما زاد من شهرته ونجاحه في النشر. بدأ كاتب اليوميات حافظ أبو سيف كتابته كنوع من النجاة والشهادة، ولكنه تحول بمرور الزمن إلى نشاط مسؤول وانضباطي في كتابته.
اليوميات تنقل لنا الحقيقة الإنسانية والعواطف خلال الحروب والأزمات، وتعكس تجارب الناس البسطاء ومعاناتهم بشكل واضح. ومن خلال كتاباته، يبدو أن كاتب اليوميات يستمد قوته وثباته من الشعب الصامد في غزة، معبرًا عن الرعشات الإنسانية التي يعيشها خلال الحرب. تعكس يومياته حالة رمزية للوضع في غزة، وتوفر شهادة حية عن الأحداث والمأساويات التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
يأتي فن اليوميات كجزء من الكتابة التاريخية والروائية، حيث يروي الكاتب الأحداث بشكل يومي ومفصل، مما يساهم في توثيق التاريخ وكشف الجرائم. وتجمع اليوميات بين الرواية والشهادة، مما يجعلها قريبة من قلب الأحداث والمشاعر. ومن خلال كتابات عاطف أبو سيف، يظهر دور اليوميات في نقل الحقيقة والإنسانية خلال الحروب والأزمات.
