يقدم المقال وجهة نظر مناقضة حول فيلم “تحديات” للمخرج لوكا غواداغنينو، حيث يعرض فيه قصة عن حب وجنس وعلاقات شخصية. يتبيّن في الفيلم قصة ثلاثة شخصيات رئيسية: آرت دونالدسون وباتريك زويج، اللذان يتعلمان لعبة التنس في أكاديمية واحدة، ويقعان في حب تاشي دانكان، وهي لاعبة موهوبة تُجبر على الاعتزال بسبب إصابة. يواصل غادانينو سرد قصة هؤلاء الشخصيات بطريقة مشوقة وملحوظة، لكن الفيلم يبدو سطحياً للغاية عندما يتعلق الأمر بالحياة المتداخلة لهذه الشخصيات.
ينطوي الفيلم على مباراة التنس الرئيسية التي تقام في نيو روشيل، نيويورك، والتي يجب على باتريك الفوز بها لتحسين مساره المهني، في حين يحتاج آرت إلى الفوز لاستعادة فيروسيته قبل فتح بطولة الولايات المتحدة المفتوحة. لكن المشكلة تكمن في أن الفيلم يركز جداً على اللعبة دون أن يقدم عمقاً للعلاقات الشخصية، وهو ما يجعل الجمهور يبقى غير مهتم بمسار هذه العلاقات، الأمر الذي يجعل الفيلم يبدو كإعلان فاتن بلا معنى عميق.
يعاني الفيلم من نقص في العمق العاطفي، حيث يبقى الجمهور بعيداً عن ربطه بشخصية تاشي ورغباتها وطموحاتها، بينما يتأكد الجمهور بأن باتريك وآرت، في بعض الأحيان، يشعرون بالحب، ولكن في الحقيقة، يبدو أنهم يحبون بعضهم البعض. الفيلم يعتمد كثيراً على الجوانب السطحية واللمسات الرياضية، بدلاً من تقديم صورة شديدة العمق للثلاثي الرئيسي.
تتخذ الشخصيات في الفيلم قرارات مختلفة دون أن تواجه عواقب عملها، من الشجارات إلى الخيانة. هناك لحظة في الفيلم تظهر فيها الشخصيات الثلاثة وهم يتبادلون القبل بشكل فاحش، تلك هي بدايات مثلث الحب الذي لم يتم في نهاية المطاف، وهذا يجسد حقيقة فيلم يبدو مكرراً وبدون معاني عميقة. على الرغم من بعض اللحظات الممتعة والأنيقة، يظل الفيلم هشاً بسبب شكله البراق الذي يحرمه من أية قيمة عاطفية أعمق.
تحاول الفيلم العمل على بيع عالمه الرياضي واللامع بدلاً من تقديم قصة حب شغوفة. يظهر في الفيلم إعلانات للعديد من الماركات المعروفة، من لباس رياضي إلى مضرب التنس وكريم العناية بالبشرة، وهذا يؤكد على أن الفيلم يركز على السطحيات بدلاً من التعمق في العواطف والعلاقات بين الشخصيات الرئيسية. تظهر العلاقات الثلاثية في الفيلم بشكل متشعب دون أن تبلغ الجمهور عن عواطفها الحقيقية.
لا تعتمد القصة بشكل كبير على حب وشغف الشخصيات، بيد أن العلاقات تبدو سطحية وبسيطة، مما يجعل الجمهور يظل غير مهتم بمسار هذه العلاقات. يعتبر الفيلم تجربة جديدة للمخرج لوكا غواداغنينو، وهو عمل يواجه انتقادات أنه يعتمد بشكل كبير على الجوانب البصرية والرياضية ولا يقدم معاني عميقة أو قصة مثيرة. يعتبر “تحديات” إعلان فاخر أكثر من كونه فيلماً يهتم بتقديم قصة مثيرة للشغف والحب.