وفي النهاية، يمثل الاحتجاج الطلابي السلمي ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة نقطة تحول كبيرة في دعم القضية الفلسطينية في العالم الغربي. وقد تحولت هذه الحركة التضامنية إلى دعم متزايد من قبل الأكاديميين والطلاب، ونجحت في جذب اهتمام وتعاطف أوسع من مجرد الجمعيات الأكاديمية. الطلاب أظهروا شجاعة كبيرة في مواجهة حملات التشويه والإدانة التي واجهوها، ونجحوا في رفع الوعي حول القضية الفلسطينية على الصعيدين الأكاديمي والشبابي.
ومن جانبه، أكد الأستاذ تشارلز هيرشكيند أن التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية يعود إلى تغيرات في الإدراك السياسي والأخلاقي في العالم الغربي، حيث باتت الصور التي تظهر القمع الإسرائيلي في غزة تلقى إدانة شديدة وصعوبة في دعمها غير المشروط. وقد يؤدي هذا التحول في الإدراك إلى مطالب للحكومات لسحب الدعم الاقتصادي والدبلوماسي لإسرائيل، وبالتالي إلى تحقيق تأثير كبير على الوضع في المنطقة.
وفي ظل الحرب الدائرة في غزة والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم من القوى الغربية، يتساءل الأستاذ هيرشكيند عما إذا كان هذا يمثل الطبيعة الحقيقية للدول الحديثة. حيث يشير إلى أن السياسة الأميركية تظل تنحو نحو الحرب والقتل الجماعي في المناطق الغير غربية، مما يرسم صورة مظلمة للنموذج السياسي الأميركي التدميري.
وأخيرًا، يرى هيرشكيند أن انتقاد الصهيونية أصبح مرادفًا لمعاداة السامية وأداة للتصفية المعنوية في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى التحول الخطير في السياسة الأميركية نحو تجريم أي نقد لإسرائيل وقمع المعارضة. ويحذر من استخدام هذا الاتجاه لتبرير العنف والقمع ضد الناقدين لسياسة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل.
