في اليوميات التي ترويها الرسامة الكاريكاتيرية الفلسطينية أمية جحا في 10 أجزاء على الجزيرة نت، تتحدث عن الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تمر بها غزة خلال الحرب الإسرائيلية، وتسلط الضوء على محيط مستشفى الشفاء، الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه “منطقة موت”. تتناول الحلقة الثامنة من اليوميات قصة سيدة فلسطينية من حي النصر تروي تجربتها بعد نزوحها إلى مستشفى الشفاء وانتظار النجاة.
في صباح يوم الأحد، قررت السيدة تناول التمر والماء فقط خلال الحرب لثلاثة أسباب: ندرة الخبز، وتقليل الحاجة للحمامات في المشفى، وفرصة لتخفيض وزنها. كثير من النازحين لم يتناولوا الطعام بسبب ندرة الخبز والقصف على المخابز القريبة والبعيدة. بعض الأمهات اضطرت لضرب أطفالها الذين تمردوا على تناول البسكويت بدل الخبز.
أطفال من الحي ينتظرون طعاما من والدهم طوال اليوم وعند عودته لم يجلب سوى تمر. كانوا يروون قصص عن بيوتهم ومدارستهم وأصدقاءهم، وكان ماهر يحلم بأن يكون طبيبا عندما يكبر لكي يساعد الجرحى. كانوا سعداء عندما كانت السيدة تعرض لهم صور من جهازها الإلكتروني.
أم حسن تقضي ساعات نهارها في بيتها وتأتي للمبيت في المشفى لاحقا، تستعد طعامها الذي تحضره لأحفادها النازحين. رفضت السيدة الحزينة الدخول في المشفى وظلت تنظر بصمت إلى الصواريخ التي تقصف البيوت حولها. كانت أخت أم حسن الصغرى وفقدت أولادها تحت الركام وخرجت بنجاة.
كثيرون تمت معرفتهم فقدوا أرواحهم دون معرفة أسمائهم، وقلوب الأمهات النازحات تعاني من فقدان أبنائهن. صديقة الرسامة تروي قصة أمها التي تطل على قبر أولادها وتبكيهم طوال الليل، في حين قد توفوا في الساحة الخلفية للمدرسة. أم حسن تتحمل الألم بصبر مؤمنة بقضاء الله وقدره.