حالة الطقس      أسواق عالمية

خلال ربع قرن من الزمان، ظلت الشقيقتان بيسانو مخلصتين لطقوسهما اليومية في روما، حيث يملكان كشكا لبيع الصحف يعرف بإسم “إديكولا”. بالإضافة إلى أنشطتهما اليومية، تتميز الشقيقتان بأنهما يستمران في فتح الكشك يوميًا عدا أيام عطلة أغسطس والأحد المقدسة. ومع وزيادة عدد الأكشاك التي غلقت أبوابها مؤخرًا في روما بسبب تراجع السياحة وتفضيل السياح للزيارات في مواسم مختلفة، تواجه الشقيقتان تحدي الاستمرارية لبيع الصحف في زمن التكنولوجيا والصحافة الرقمية.

مع تطور الصحافة الرقمية واختفاء الصحف المطبوعة، يتراجع عدد أكشاك بيع الصحف في إيطاليا، ما أثر بشكل خاص على مبيعات الصحف. فضلاً عن ذلك، تسببت جائحة كورونا في تراجع الاهتمام بالصحف وتراجع مبيعاتها. وبالرغم من ذلك، يُعتبر الكشك مكانًا ثقافيًا ومجتمعيًا يلعب دورًا هامًا في تبادل المعلومات والثرثرة بين السكان المحليين في إيطاليا. ولذلك، يحمل الكشك أهمية كبيرة في البيئة الثقافية والاجتماعية.

تتواجه الشقيقتان باتريشيا وأليسندرا بيسانو تحديات جديدة، حيث أصيبت أليسندرا بمرض خطير مما يجعل من الصعب على باتريشيا مواصلة العمل بمفردها. يخشى الكثيرون أن يشهد زيادة في عدد الأكشاك التي تُغلق أبوابها، خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي تواجهها صناعة بيع الصحف في إيطاليا.

تعبر الشقيقتان بيسانو عن حزنهما إزاء تراجع نشاط بيع الصحف وتحول العديد من الأكشاك إلى بيع سلع تافهة بهدف تحقيق أرباح أسرع، مما يهدد استمرارية هذا النشاط التقليدي. وتستمر الضغوط على أصحاب الأكشاك من أجل الحصول على الدعم المالي والإعفاءات الضريبية، ولكن يظل الأمر محل خلاف بينهم وبين الحكومة.

يمثل الكشك في إيطاليا أكثر من مجرد مكان لبيع الصحف، بل هو مكان ثقافي واجتماعي يلعب دورًا حيويًا في حياة السكان المحليين. ومع تحول العديد من الأكشاك إلى بيع أنواع مختلفة من السلع، تتواجه صناعة بيع الصحف في إيطاليا بتحديات كبيرة تهدد استمراريتها في المستقبل.

شاركها.
© 2025 جلوب تايم لاين. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version