في هذا البحث، يتناول عبد الرحمن زياد عجينة العلاقة بين البيئة والإدراك في الوجود الإنساني من خلال استكشاف التأثير العميق الذي تحدثه بيئتنا على رؤيتنا المستقبلية. يستعرض البحث التفاعل المعقد بين البيئات المتنوعة وكيف تؤثر على الوعي الجماعي في العالم العربي والغربي. يناقش البحث التصورات الزمنية والطموحات المتنوعة التي تتشكل من خلال الظروف البيئية المختلفة والتي تترك أثرها على التعبيرات الثقافية والفنية والدينية والمعمارية.
وفي العالم العربي، تعتبر الصحراء منطقة ذات دلالات ثقافية عميقة تعكس التحديات التي يواجهها سكانها والتي تدفعهم لتفسير بيئتهم بطرق مبدعة تساعدهم على البقاء تحت الظروف القاسية. يعتبر البحث الصحراء نصًا مفتوحًا يتيح تفسيرات ثقافية متنوعة، مما يجعلها رمزًا قويًا لزوال الحياة وشاهدًا على مرونة البشر في البقاء على الحياة.
من جهة أخرى، تعتبر المناظر الطبيعية الخضراء في الغرب رمزًا للاستمرارية والاستقرار والقوة. يتمحور الفن الغربي حول هذه المناظر الطبيعية، مما يعكس رؤية الاستقرار والتطور والنجاح. بالمقابل، تتمحور المناظر الطبيعية الخضراء ووفرة الموارد في الغرب حول مفهوم “النص المغلق” الذي يحد من التفسيرات المتعددة ويوجه الفهم نحو معاني محددة.
تلعب المعتقدات الدينية دوراً حاسماً في تشكيل رؤى المستقبل في العالم العربي، وخاصة في التجربة الصوفية التي تبرز تأثير البيئة على المعتقدات والممارسات الدينية. على الجانب العمراني، تؤثر الهندسة المعمارية على تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية للمدن، مما يظهر الفروق الثقافية بين العمارة العربية والغربية.
باختلاف الروؤى والتصورات للمستقبل، تبرز التباينات الثقافية والفلسفية بين العالم العربي والغربي. يعكس العالم العربي روحاً مرنة تتقبل الزوال، بينما يسعى الغرب نحو الديمومة والثبات. هذه التباينات تعكس الفروقات الثقافية في الروؤى والتصورات للمستقبل، مما يدفعنا للتفكير في كيفية تشكيل بيئاتنا لرؤيتنا للمستقبل والإرث الذي نود تركه وراءنا.