يثير التساؤل حول جواز حج المرأة بدون وجود محرم وهل يمكن للمرأة الحج مع مجموعة من النساء أو إجراء عمرة دون محرم. يعتبر وجود المحرم شرطاً أساسياً لأداء فريضة الحج للمرأة، حيث يجب أن يكون المحرم هو زوج المرأة أو شخص يحرم عليها بالتأبيد بسبب النسب أو الرضاعة أو المُصاهرة. يجب أن يكون المحرم مسلماً وبالغاً وعاقلاً، وإلا يجب على المرأة التوجه لشخص آخر ليحج عنها.
فيما يتعلق بسفر المرأة بدون محرم، فإن الغرض من وجود المحرم مع المرأة هو حفظها وصيانتها من التعرض للمخاطر، مما يجعل السفر بدون محرم غير مسموح به. سواء كانت تسافر مع نساء آخريات أو كانت في مجتمع آمن، يجب على المرأة أن تكون مصحوبة بمحرم لضمان سلامتها. يجدر بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستفسر عن وجود نساء مع الزوجة عندما أمر الرجل بالحج معها، مما يعكس أهمية وجود المحرم بصورة عامة.
أما فيما يتعلق بعمرة المرأة دون محرم، فقد اختلف العلماء بشأن جواز سفرها بدون محرم. بينما يرون بعض العلماء أنه يمكن للمرأة السفر بدون محرم إذا كانت تريد أداء العمرة الواجبة أو إذا تمتعت بالرفقة الصالحة، يعتبر الجمهور الأكبر من العلماء أن السفر بدون محرم ليس جائزًا، خصوصًا للعمرة التطوعية.
وبشأن خروج المرأة بدون محرم من بيتها، فإنه لم يرد في الأدلة الشرعية وجوب وجود محرم معها، إلا إذا كانت مسافرة، حيث يجب عليها أن تكون بصحبة محرم لها. في حال خروجها وحدها لقضاء حاجتها، فيمكن لها ذلك إذا شعرت بالأمان. يُذكر أن نساء الصحابة كانوا يخرجن إلى المسجد دون محارم معهن، وهذا يعتبر دليلاً على جواز القيام بذلك، خاصة لقضاء الحاجات الضرورية في الخارج.
