يتنوع تحديد يوم الحج الأكبر بين الفقهاء، حيث اختلفوا حول ذلك، حيث يُعتبر بعضهم أن يوم النحر هو يوم الحج الأكبر، وبعضهم يعتبر يوم عرفة هو الحج الأكبر. قال الإمام الشافعي أن تسمية النحر بهذا الاسم جاء تمييزًا له عن العمرة التي تدعى الحج الأصغر، واستدل العلماء على ذلك بحديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وهناك من يعتبر يوم الجمعة أو أيام التشريق بين أيام الحج الأكبر.
ويُعتبر يوم النحر هو اليوم الذي تم فيه حج الرسول صلى الله عليه وسلم، كما قال الإمام نوح بن مصطفى الحنفي. وهناك اعتقاد آخر يُشير إلى يوم عرفة كيوم الحج الأكبر، وقد تبنى هذا المفهوم كبار الصحابة والعلماء كابن عباس وعمر وسعيد بن المسيب. تسمية النحر بهذا الاسم جاء بسبب اشتماله على مناسك وشعائر عظيمة، كما يدل على ذلك القرآن الكريم.
فأعمال يوم النحر تتفاوت حسب المذاهب الفقهية، حيث ينصح الحاج باتباع أعمال محددة في هذا اليوم والترتيب بينها. يرى الإمام أبو حنيفة أن يبدأ برمي الجمرات ثم ذبح الهدي وبعدها حلق الشعر، بينما ترى المذهب المالكي بأن الحاج يجب عليه رمي الجمرة ثم حلق الرأس. ويؤمن الشافعية بأن العمليات الرئيسية في يوم النحر هي رمي الجمرة وذبح الهدي وحلق الشعر والطواف.
تتميز فضيلة الحج بتنوع الفوائد الدينية والروحية التي تقدمها للمسلم، حيث يُعتبر الحج ركناً خامساً من أركان الإسلام ويشبهه البعض في فضله بالجهاد في سبيل الله. تشمل فوائد الحج جنة الله ومغفرته، ويعد الحج المبرور هو الذي يتم دون رفث أو فسوق أو عدوان. علاوة على ذلك، يُشجع على الاكثار من الحج والعمرة في عشر ذي الحجة.
أما آداب الحج فتشمل الالتزام بالآداب والتعليمات خلال رحلة الحج، ويتعلق ذلك بالتوجه لله بصدق وإخلاص، والابتعاد عن السلوكيات السلبية. يستحب للحاج التشاور مع من يثق في دينه وعلمه، ويجب أن يستمع لنصائحهم قبل الحج. علاوة على ذلك، يجب على الحاج أن يتعلم عن الحج ويقرأ عنه قبل السفر. ويجب أن يتحلل الحاج من جميع المظالم والأضرار والمشاحنات قبل بدء الحج.
