فيضانات إسبانيا القاتلة التي راح ضحيتها ما لا يقل عن ١٥٨ شخصًا طرحت تساؤلات حول استعداد الاتحاد الأوروبي للكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ، تحليلًا للاستعدادات التي قامت بها الاتحاد في مواجهة الأزمات. كما أظهرت أحوال الطقس الراهنة في جنوب إسبانيا كيف أن ارتفاع درجات حرارة المياه في البحر الأبيض المتوسط قد أعطى شروطا ملائمة لسقوط أمطار غزيرة.
بالرغم من تباطؤ الأمطار في إقليم فالنسيا، حيث لا تزال تتراكم السيارات والأنقاض والطين على الشوارع، أعلنت الهيئة الأرضية الليلة الماضية إرتفاع مستوى الطوارىء مؤقتاً إلى اللون الأحمر في جارة مقاطعة كاستيلون. وفي الوقت عينه، قال رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز “الرجاء اتباع التوصيات من قبل خدمات الطوارئ. في الوقت الحالي أهم شيء هو حفظ حياة الجميع”.
وبينما تأتي هذه الفيضانات بعد أسابيع من الفيضانات الكبيرة التي ضربت وسط وشرق أوروبا في سبتمبر وأسفرت عن مقتل أكثر من عشرين شخصًا، فإن هذا يؤكد على الحاجة الملحة للتحضير للأحداث الجوية الشديدة في أوروبا. وفي تقرير نشرته الوكالة الأوروبية للبيئة، أشارت إلى أن هذا الأمر يشكل “مخاطر تهدد أمان الطاقة والغذاء والنظم البيئية والبنى التحتية وموارد المياه والاستقرار المالي وصحة الأفراد”.
في الوقت الذي ينادي فيه بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الهجرة، فإن طلبات اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي كانت في تناقص خلال السنة الماضية، وفقًا لتحليل أجرته وكالة اللجوء الأوروبية. في هذا السياق، أظهرت زيارة وفد من البرلمان الأوروبي إلى لندن استعدادًا لتبسيط الاتفاقيات التجارية التي سببت توترًا مستمرًا مع المملكة المتحدة منذ بريكست.
هذه الزيارة جزء من تحسن العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد تغيير حكومي في المملكة المتحدة في يوليو. ورغم ذلك، لم يتم وضع خطط ملموسة بعد لتسهيل العلاقات الصعبة بعد بريكست. وافادت كاربيري للفاينانشال تايمز انها ستدعم تسهيلات للفحوصات الصحية للحيوانات والمواد النباتية التي تعبر القناة الإنجليزية وتدعم تطوير اتفاقية بيطرية من شأنها تيسير تدفق السلع الزراعية بشكل أوسع.
وعندما وعقب الاجتماعات التي جرت مع قادة الأعمال ومجموعات المجتمع المدني، تأتي هذه المزاجية الإيجابية بين مشرعي الاتحاد الأوروبي، الذين سيضطرون في نهاية المطاف للتصويت على تغييرات في التشريعات، كإشارة جيدة للعلاقات بعد بريكست، مع زيادة الاهتمام من جانب الدبلوماسيين البريطانيين في بروكسل.
