يُعتبر صيام ذو الحجة من الأعمال الصالحة التي يُحرص عليها المسلمون خلال العشر الأولى من هذا الشهر الكريم. يعتبر هذا الشهر من أفضل الأوقات التي يُضاعف فيها الله الحسنات ويُزيل السيئات. لذا، يجب على المسلمين أن يكثروا في هذه الأيام من العبادات التي تُقربهم من الله وترفع درجاتهم عنده، وعلى رأسها الصيام الذي يُطهر النفس من الخطايا ليتم استقبال عيد الأضحى المبارك بقلوب صافية ونفوس راضية.
العشر الأيام الأولى من شهر ذي الحجة هي من أغلى الأيام على قلوب المسلمين. فيها تتجمع أمهات العبادات ويُؤدي المسلم كل أركان الإسلام. من ضمن هذه الأيام، يوجد يوم عرفة والذي يُعتبر يومًا مباركًا. كما يوجد اليوم العاشر من هذه الأيام الذي يعتبر يوم عيد الأضحى المبارك، ويُستحب فيه ذبح الأضاحي لتقرب العبد من الله ولإسعاد الفقراء والمساكين. هذه الأيام تُغسل فيها الذنوب وتُؤدى فريضة الحج، وهي عظيمة الشعائر الإسلامية.
صيام الأيام الأولى من شهر ذي الحجة يُعتبر من أعظم الأعمال الصالحة التي يُقوم بها المسلم في هذه الأيام. والصيام في هذه الأيام ليس بفرض ولكنه ضمن صيام النوافل أو التبرع، وله أهمية كبيرة. يقرب المسلم من ربه ويُزيل الذنوب ويُزيد من حسنات المسلم. الصيام يحمي النفس من الشهوات ويُطهرها من الشرور، ويُعطي المسلم فرصة للتقرب من ربه ولرفع درجته في الجنة.
صحصد صيام ذو الحجة فضلاً كبيرًا وعظيمًا. فهو يوجد في الأيام التي أكد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال أحاديث نبوية كثيرة. هذه الأيام تشهد تركيز المسلمين على العبادات فقط، حيث يُفقدون أنفسهم من كل شيء للتقرب من الله والصلاة والتعبد. والتكبير في العشر من ذي الحجة يُعبر المسلم عن فرحه بقدوم عيد الأضحى المبارك، ويعتبر من العبادات المشروعة خلال هذه الأيام.
صيام ذو الحجة هو سُنة نبوية مؤكدة ومشروعة تعرف المسلم بها عن نفسه وتقربه من ربه. يبدأ الصيام من اليوم الأول من شهر ذي الحجة ويُستحب أن يستمر حتى اليوم التاسع وهو يوم عرفة. صيام يوم عرفة هو صيام شديد الأجر والفضل، ويُزيل الذنوب التي قد ارتكبت في العام السابق والعام القادم. على الرغم من أهمية الصيام في هذه الأيام، ليس شرطًا أن يكون كاملاً، ويسمح الشرع بصيام يوم عرفة دون الأيام السابقة عليه.
فلذا، يُشجع المسلمون على الاجتهاد في أداء العبادات خلال العشر الأولى من شهر ذي الحجة. إذ إن هذه الأيام الفضيلة المباركة تحمل فضلًا عظيمًا وفرصًا عظيمة لتقربهم من الله ولكسب الثواب. يمكن للمسلمين أن يتقربوا من ربهم بالصيام والدعاء والتكبير، وأن يعيشوا هذه الأيام بتفانٍ واجتهاد لكي ينالوا الثواب العظيم الذي ينتظرهم في الحياة الآخرة.
