حكم التلبية في الحج والعمرة يعد من المسائل الهامة التي تثير اهتمام الناس خلال أداء مناسك الحج والعمرة. يختلف أهل العلم في حكم التلبية، حيث ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنها سنة من السنن، واستدلوا على ذلك بأحاديث نبوية تشير إلى فضل التلبية. من ناحية أخرى، ذهب الحنفية والمالكية إلى وجوب التلبية في الحج والعمرة، ورأوا أنها من أركان الإحرام وأن الحج لا يكتمل بدونها.
تعني التلبية في المعنى اللغوي إجابة المندي، وفي الاصطلاح الشرعي هي كلمات يتلفظ بها المحرم أثناء أداء الحج أو العمرة. يشير الحديث النبوي إلى الكلمات التي ينبغي للمحرم أن يقولها خلال التلبية، وهي تعبر عن استعداده لأداء العبادة وطاعة الله. يوجد اختلاف في فهم هذه الكلمات بين المذاهب الفقهية الأربعة.
بالنسبة لحكم الدعاء بعد التلبية في الحج والعمرة، فإن أهل العلم يرون استحباب الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد التلبية، ومن ثم الدعاء بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة. إن ذلك يعكس قرب المحرم من الله واستعداده لاستقبال البركات والرحمة.
يتباين الرأي بين الفقهاء في حكم التلبية، حيث يعتبره الشافعية والحنابلة سنة ويرون أهمية قولها خلال الحج والعمرة، بينما يرون الحنفية والمالكية واجبا ولا يكتمل الحج دونها. يحمل التلبية معنى عميق في الإسلام، حيث تعبر عن التواضع والانقياد لأمر الله، وتذكير بأهمية الطاعة والاستعداد لأداء العبادات.
في الختام، يمكن القول إن التلبية تعد من العبادات الواردة في الدين الإسلامي، وتشكل جزءًا من مناسك الحج والعمرة. يتأكد المحرم من قربه من الله من خلال التلبية والدعاء بعدها، مما يعزز الروحانية والتأمل في أهمية الطاعة والانقياد.
